”Le monde ”الفرنسية هزيمة حزب مانديلا في الانتخابات بجنوب افريقيا تصدم النظام الجزائري

شهدت الساحة السياسية في جنوب إفريقيا تغيرات كبيرة بعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في 29 ماي المنصرم، حيث مني حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، حزب نيلسون مانديلا، بهزيمة تاريخية غير مسبوقة منذ عام 1994. وقد أثارت هذه الانتكاسة، التي تمثلت في حصول الحزب على 40% فقط من أصوات الناخبين، اهتمام صحيفة “لوموند” الفرنسية التي رأت فيها فرصة محتملة للمغرب لتحسين علاقاته مع جنوب إفريقيا.

ووفقاً للصحيفة الفرنسية، يضطر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الآن إلى الدخول في مفاوضات مع الأحزاب الأخرى لتشكيل الحكومة خلال الأشهر المقبلة. وهنا، تبرز السيناريوهات المحتملة لتشكيل هذه الحكومة، والتي قد تكون في صالح المغرب. أحد هذه السيناريوهات هو تحالف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مع حزب التحالف الديمقراطي الليبرالي المعارض، الذي حل في المركز الثاني في الانتخابات بنسبة 22% من أصوات الناخبين. وتفضل الرباط هذا السيناريو لأن حزب التحالف الديمقراطي ذو توجه غربي، على عكس حزب مانديلا الذي يميل أكثر نحو المعسكر الشرقي مع روسيا والجزائر.

من ناحية أخرى، إذا استبعد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي خيار التحالف مع حزب التحالف الديمقراطي، فقد يضطر إلى التحالف مع حزب “EFF” الذي حل في المركز الرابع بحصوله على 9% من الأصوات، أو مع حزب “إن إتش إيه” الذي حل في المركز الثالث بنسبة 15% من الأصوات. ومع ذلك، فإن زعيم هذا الحزب الأخير، جاكوب زوما، يرفض التحالف مع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إذا قاد سيريل رامافوسا الحكومة.

وقد كان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي داعماً قوياً لجبهة البوليساريو الانفصالية في قضية الصحراء المغربية، لذلك، ترى صحيفة “لوموند” أن تراجع قوة هذا الحزب في جنوب إفريقيا قد يتيح فرصة لصعود قوى سياسية أخرى في البلاد قد تكون أكثر تعاطفاً مع المصالح المغربية.

وفي الواقع، هناك أصوات جنوب إفريقية تدعو إلى تعزيز العلاقات مع المغرب، خاصة وأن البلدين يعتبران من أقوى الدول اقتصادياً في القارة الإفريقية. ووفقاً لتقارير سابقة، فإن العديد من الأحزاب والسياسيين في جنوب إفريقيا يؤيدون إقامة علاقات قوية مع المغرب، معتقدين أن موقف جنوب إفريقيا الداعم لأطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر، هو ما يعطل تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين.

فهل ستستغل الرباط هذه التغيرات السياسية في جنوب إفريقيا لتحسين موقفها في قضية الصحراء المغربية وتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع هذا البلد الإفريقي المؤثر؟ هذا ما ستكشفه الأشهر القادمة مع تشكيل الحكومة الجديدة في بريتوريا.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *