أكد سفير المغرب بموريتانيا حميد شبار، خلال حفل استقبال نظمته السفارة المغربية بنواكشوط مساء أمس الأربعاء، تخليدا للذكرى الـ 26 لتربع الملك محمد السادس على العرش، أن المملكة حققت ثورة هادئة قوامها رفع تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحصين الوحدة الترابية.
وقال السفير المغربي إن الاحتفالات بعيد العرش المجيد هذه السنة مناسبة لاستحضار حصيلة أكثر من ربع قرن من العطاء المستمر والانجازات المشهودة، “نجحت من خلالها المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، في تحقيق نجاحات لا تخطئها عين”.
وأضاف شبار في كلمته خلال الحفل الذي حضره وفد رسمي موريتاني رفيع المستوى، ضم، بالخصوص، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، ووزيرة التجارة والسياحة، زينب أحمدناه، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، يعقوب ولد أمين، ومستشارا برئاسة الجمهورية، أن هذه الإنجازات “مكنت المملكة من تحقيق ثورة هادئة ارتكزت أساسا على رفع تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع تحصين الوحدة الترابية للمملكة”.
وأكد المتحدث ذاته أن الإنجازات المحققة ارتقت بالمملكة المغربية إلى مصاف الدول الصاعدة اقتصاديا والمؤثرة سياسيا ودبلوماسيا في المحيطين الإقليمي والدولي، منوها إلى أن قوة المملكة تكمن في خلق مبادرات وإطلاق مشاريع كبرى تشمل العديد من المجالات، مكنت من بناء اقتصاد متنوع وديناميكي وصناعة متطورة في ظل استقرار سياسي ومؤسساتي ودبلوماسية حكيمة وفاعلة.
واستعرض السفير في هذا السياق النجاحات التي حققتها المملكة على المستوى الاقتصادي، “حيث نجح المغرب خلال الربع الأول من القرن الحالي في التحول إلى منصة صناعية ولوجيستية رائدة بوأته الصدارة إفريقيا وعربيا، كأول منتج ومصدر للسيارات وقطع غيار الطائرات، بالإضافة إلى استثمارات ضخمة في قطاعات البنية التحتية والتكنولوجيات الحديثة ذات القيمة المضافة العالية”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أبرز حميد شبار أنه بالنظر إلى ما تتسم به الدبلوماسية المغربية، تحت قيادة الملك، من حكمة ورزانة واستباقية، وكذا باعتبار المغرب “مملكة عريقة”، فإن البلد يرتبط بعلاقات ضاربة في القدم مع الدول العظمى، وتربطه علاقات متميزة ومتجذرة مع محيطه العربي والإسلامي والإفريقي، مع إيلاء أهمية خاصة للقضايا العربية الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكذا لقضايا التنمية والتعاون جنوب-جنوب.
وسجل الدبلوماسي ذاته أنه مما يعكس نجاعة الدبلوماسية المغربية تحت قيادة الملك نجاح المملكة في نيل ثقة المجتمع الدولي كفاعل جدي موثوق فيه، مشددا على أن هذا الوضع الاعتباري الذي تحظى به المملكة اليوم مكنها، في ما يخص ملف وحدتها الترابية، من حشد دعم متزايد وغير مسبوق لمبادرة الحكم الذاتي.
كما استحضر شبار العلاقات الأخوية المتميزة بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، القائمة على وشائج الأخوة والقربى وروابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، والمرتكزة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون المثمر والبناء، وأوضح أن هذه العلاقات تستمد قوتها من الحرص الدائم لقائدي البلدين على رسم آفاق واعدة لشراكة مغربية موريتانية نموذجية قادرة على رفع التحديات التي تواجه البلدين الشقيقين في فضائهما الإقليمي والقاري، وتستجيب لطموحات الشعبين الشقيقين.
وحضر حفل الاستقبال أيضا ممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بنواكشوط، وبرلمانيون وشخصيات من مختلف المشارب، إلى جانب أفراد من الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا.