أصدر المرصد الوطني للإجرام دراسة تحليلية جديدة حول مخدر البوفا، رصدت تزايداً مقلقاً في قضاياه بالمغرب خلال الفترة ما بين 2022 و2024.
وحسب المعطيات الرسمية، تعاملت السلطات مع 878 قضية مرتبطة بهذا المخدر خلال ثلاث سنوات، أسفرت عن توقيف 1044 شخصاً ومصادرة أكثر من 18 كيلوغراماً، إضافة إلى تسجيل 3 وفيات مؤكدة نتيجة الاستهلاك.
وتشير البيانات إلى أن الكميات المحجوزة ارتفعت بشكل لافت، من أقل من نصف كيلوغرام سنة 2022 إلى نحو 10 كيلوغرامات سنة 2024. كما يتركز انتشار الظاهرة في الوسط الحضري بنسبة تفوق 80%، خاصة بجهة الدار البيضاء-سطات التي استحوذت على أغلب المحاضر الأمنية.
أما من حيث الفئات المستهدفة، فـ”البوفا” ينتشر خصوصاً بين الشباب ما بين 18 و55 سنة، أغلبهم ذكور (حوالي 89%) ومغاربة (أكثر من 91%)، وغالبيتهم في أوضاع اقتصادية وتعليمية هشة.
وأكد المرصد أن خطورة الظاهرة لا تكمن فقط في أعدادها الحالية، بل في معدل نموها السريع، داعياً إلى تعزيز التدابير الاستباقية لمحاصرتها، خصوصاً أن المغرب يتوفر على إمكانيات مؤسساتية مهمة وخبرة ميدانية في مواجهة شبكات المخدرات.
ويأتي هذا التحذير في سياق دولي يشهد اتساع سوق المخدرات الاصطناعية، حيث نبهت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى مخاطر تضاعف هذه المواد التي باتت تمثل تهديداً رئيسياً للصحة العامة عالمياً.