شرعت قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار في بلورة استراتيجية جديدة تستهدف تجديد دماء الفريق البرلماني، من خلال البحث عن “بروفايلات” جديدة تتوفر على الكفاءة والخبرة والقدرة على خوض النقاشات الكبرى داخل قبة البرلمان ولجانه الدائمة، مع ضمان الحضور الفعلي والمستمر للدفاع عن حصيلة الحكومة وبرامجها الإصلاحية.
نهاية زمن “الشكارة”
وتسعى قيادة الحزب، التي يقودها عزيز اخنوش و رشيد الطالبي العلمي، إلى القطع مع الممارسات التقليدية التي ارتبطت بتزكية أصحاب “الشكارة” والباحثين عن رخص الريع، سواء تعلق الأمر بقطاع الصيد البحري أو المقالع الرملية أو غيرها من المجالات التي لطالما أثارت الجدل.
هذا التوجه يعكس رغبة التجمع الوطني للأحرار في إرساء نموذج برلماني جديد، يكون أكثر التصاقاً بقضايا المواطنين، وأكثر قدرة على مناقشة الملفات الاستراتيجية ومواجهة المعارضة بالحجج والبرامج بدل المصالح الضيقة.
مقاومة من الداخل
ورغم الإجماع الذي يلقاه هذا الخيار لدى عدد من قيادات الحزب، إلا أن أصواتاً من بعض المنسقين الجهويين والاقليميين ما زالت تدافع عن استمرار وجوه وصفها منتقدون داخل الحزب بـ”الجهال والأميين”، ممن يستندون على عائدات المقالع في تمويل حضورهم السياسي وضمان نفوذهم الانتخابي، كما هو الحال في بعض الدوائر، من بينها دائرة سيدي قاسم.
رهان على المستقبل
هذا النقاش الداخلي يكشف عن مرحلة مفصلية في تاريخ الحزب، حيث باتت الحاجة ملحة إلى تجديد النخب السياسية ومواجهة الانتقادات المتكررة التي تطال المشهد الحزبي بشأن غياب الكفاءات الحقيقية.
ويُنتظر أن تشكل الخطوات المقبلة لاختيار الوجوه البرلمانية الجديدة، اختباراً حقيقياً لمدى قدرة حزب التجمع الوطني للأحرار على الوفاء بوعوده المرتبطة بالشفافية والكفاءة وربط المسؤولية بالمحاسبة.