في موقف دبلوماسي لافت، حرص الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر، على التنويه بالدور التاريخي الذي لعبه المغرب في دعم السلم الأهلي بلبنان، خاصة في سياق مفاوضات “اتفاق الطائف” الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية أواخر القرن الماضي.
وجاء هذا التصريح أمام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وفي قلب العاصمة الجزائرية، في مؤتمر صحافي مشترك، حيث ذكر عون بالدور المحوري الذي قامت به المملكة المغربية إلى جانب السعودية والجزائر ضمن اللجنة العربية العليا، مؤكدا أن هذا الثلاثي كان أساسيا في التوصل إلى الوفاق اللبناني الذي تحول لاحقا إلى دستور البلاد.
ولم يتوقف الرئيس اللبناني عند الحد الدبلوماسي المعتاد، بل خص المغرب بإشادة واضحة وسط صمت جزائري رسمي، في وقت يتسم فيه الخطاب الرسمي الجزائري غالبا بالتحفظ عن ذكر اسم المملكة.
هذا التصريح اللبناني من فوق المنصة الجزائرية، وإن جاء في سياق لغة دبلوماسية جامعة، فقد حمل رسائل غير مباشرة، فبينما تسعى الجزائر لاحتكار صفة “الوسيط العربي” في القضايا الإقليمية، جاء تذكير عون بالمساهمة المغربية كتثبيت لتاريخ سياسي لا يمكن تجاوزه، وموقف يعيد المغرب إلى واجهة الأحداث كفاعل وازن في الساحة العربية.
تصريحات الرئيس اللبناني عون في الجزائر حملت إشادة صريحة بدور المغرب في دعم لبنان، وهو ما شكل رسالة واضحة حول أهمية التضامن العربي، في سياق سياسي يعرف بتحفظ الجزائر عن ذكر مساهمات المغرب.