الشيات يربط ترويج النظام الجزائري لاختراق “درونات” لمجاله بصراع الأجنحة

أثار الجدل المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص اختراق طائرات مسيرة لأجواء الجزائر، دون أي رد من الدفاعات الجوية، نقاشًا واسعًا حول مدى جاهزية المؤسسة العسكرية الجزائرية، في وقت تروج فيه الرواية الرسمية لخطاب التفوق والسيادة.

ويطرح هذا المستجد فرضيات متباينة، بين من يعتبره معطى تقنيًا مرتبطًا فعلا بعجز المنظومة الدفاعية، ومن يدرجه في إطار دعاية موجهة للتحكم في الرأي العام الداخلي.

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي خالد الشيات أن الواقعة – سواء كانت حقيقية أو مختلقة – تصب في اتجاه واحد: تكريس سردية الاستهداف التي يعتمدها النظام الجزائري لإعادة إنتاج مشروعيته.

ويشير المتحدث إلى أن النظام دأب على تسويق نفسه كحامٍ للدولة ضد قوى خارجية، مستعينًا بخطاب يربط هذا “الاستهداف” بما يسميه دعمه لحركات التحرر، وهو دعم يعتبره الشيات دعماً دعائيًا وصوريًا أكثر منه مبدئيًا.

ويضيف أن الحديث عن اختراق طائرات مسيرة دون قدرة على اعتراضها، قد يكون وسيلة دعائية أخرى يُراد منها تعزيز شعور داخلي بالخطر، في مقابل تصوير الجيش كمؤسسة محورية في حماية السيادة. كما لا يستبعد أن تكون التسريبات مرتبطة بجناح داخل النظام يريد تصفية حساباته مع مراكز قرار أخرى، مستغلًا الرمزية العسكرية والارتباط النفسي بين الجزائريين ومؤسسة الجيش.

وبحسب الشيات، فإن ترويج هذا النوع من الروايات لا يمكن فصله عن منطق التحكم، حيث تُستعمل وسائل التواصل كأداة لتصريف رسائل دعائية موجهة، سواء جاءت من داخل النظام أو من دوائره القريبة. وهو ما يعيدنا، في نظره، إلى معادلة مألوفة: إنتاج عدو خارجي لتبرير الإغلاق الداخلي، وتغليف فشل التدبير العسكري بخطاب سيادي مشحون.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *