تشهد مخيمات تندوف واقعًا مأساويًا من خلال القمع المسلح وانتهاك حقوق الإنسان التي تعاني منها السكان المحتجزين هناك من قبل مليشيات البوليساريو.
وفي مبادرة للتصدي لهذا الوضع الصعب، قامت جمعية “الحياة للتعاون الدولي”، وهي منظمة إسبانية غير حكومية معروفة بنشاطها في مجال حقوق الإنسان، بدعوة لفتح تحقيق مستقل لكشف الحقائق والتصدي لتلك الانتهاكات.
وأضافت ، أنه “يجب إجراء تحقيق مستقل من قبل لجنة تابعة للأمم المتحدة، من أجل التوصية بإجراءات لحماية” سكان تندوف.
وقالت المنظمة غير الحكومية “نحمل جبهة +البوليساريو+ والسلطات الجزائرية المسؤولية، لأن هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان ترتكب على الأراضي الجزائرية”، مطالبة بـ “تقديم مرتكبي هذه الانتهاكات إلى العدالة حتى لا تمر انتهاكات حقوق الإنسان دون عقاب”.
وخلصت المنظمة الإسبانية إلى التأكيد على أن “عدم احترام المعايير الدولية وحماية حقوق الإنسان يقوض الجهود المبذولة لإرساء السلام وصونه وتوطيده”.
شرارة الاحتجاحات انطلقت، بعد اعتقال مجموعة من شباب قبيلة ركيبات سعاد، بعد الحريق الذي اندلع، الاثنين الماضي، في ما يسمى مخيم “السمارة” بتندوف على الأراضي الجزائرية، أو ما يسمى “نادي ولاية السمارة” (وهو مكان مخصص لدورات تدريب الأطر وأنشطة أخرى، مثل الأمسيات الفنية).
وجوبهت احتجاجات عائلات وأقارب وأبناء قبائل المعتقلين بالقمع والعنف، حيث قامت كتائب من ميليشيات الدرك التابع لجبهة البوليساريو بمخيمات تندوف، وبدعم من نساء تابعات لما يسمى بـ”الشرطة المدنية”، على تدخل وحشي وعنيف، ضد مجموعة النساء المنحدرات من قبيلة الركيبات سعاد.
وقال منتدى دعم أنصار الحكم الذاتي في الصحراء (فورساتين)، في بيان له، إن “الرصاص يلعلع في المخيمات.. الساكنة تأخذ حقها بالقوة من ميليشيات عصابة البوليساريو، دفعت المحتجزين بمخيمات تندوف إلى التهديد بحمل السلاح في وجه ميليشيات جبهة البوليساريو، وعمم الغاضبون نداءات يطالبون بالوقوف في وجه الظلم، وبأن يهب الجميع لنصرة النساء المعنفات، والمعتقلات”.
وأكد المنتدى، أن “مجموعات متفرقة من الشباب نفذت هجمة مرتدة ضد ميليشيات، وخرجت الأمور عن السيطرة بعد استعمال الشباب الغاضب للسلاح وإطلاق الرصاص الحي من خارج السيارات التي كانت تجوب محيط المخيم”، مشيرا إلى أن “المقاربة القمعية التي تنتهجها ميليشيات “البوليساريو” لاحتواء انفلات الوضع داخل مخيمات تندوف لا تزيد الاحتجاجات إلا زخما، إذ يستمر النشطاء المعتقلون في التعبئة لاستمرار الاحتجاجات من خلال تسريبات صوتية”.