المغرب يتهم الجزائر: تراخيها في ضبط حدودها هو ما تسبب في "فاجعة مليلية"

إتهم المغرب الجزائر بالسماح للمهاجرين "العنيفين للغاية" بإقتحام ثغر مليلية، فيما بات يسمى بـ"مأساة مليلية"، والتي لقي 23 مهاجرا مصرعهم خلالها.

وأكد بيان لسفارة المغرب في إسبانيا، توصلت به وسائل إعلام إسبانية، أنه "كان للمهاجرين هيكل هرمي يتكون من قادة متمرسين ومدربين يتمتعون بصفات رجال الميليشيات ذوي الخبرة في مناطق النزاع"، مضيفا أن "المهاجمين تسللوا إلى الحدود مع الجزائر، مستغلين التراخي المتعمد لهذا البلد في ضبط حدوده مع المغرب".

وتابع أنه في يوم الحادثة، "توجه المهاجرون، ليس نحو سياج الأسلاك الشائكة الكلاسيكي الذي يفصل المغرب عن مدينة مليلية، ولكن بإتجاه ما يسمى بـ"مركز الحي الصيني"، مشيرا إلى أن "هذا الموقع له أربعة ممرات ضيقة، وقد تسبب التدفق الهائل للمهاجمين إلى هذه الممرات الضيقة، في حدوث إنهيار جليدي".

وفي الوقت الذي أعلن وزير الخارجية والإتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الثلاثاء، أنه من الضروري الإنتظار لتوضيح ما حدث، قبل توجيه أصابع الإتهام إلى الحكومة الجزائرية، وتحميلها المسؤولية عما وقع، أيد رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، الرباط، بتأكيده على أن "المهاجمين كانوا عنيفين وحملوا فؤوسا وسكاكينا".

وألقى المغرب في البيان الصحفي لسفارته بمدريد، باللائمة فيما حدث، على "العنف الشديد للمهاجمين ونهجهم لإستراتيجية الإعتداء"، موضحا أن الهجوم كان من النوع الذي "يدل على إحساس عال بالتنظيم، والتقدم المخطط له، كل ذلك في إطار هيكل هرمي للقادة المخضرمين والمدربين الذين يتمتعون بسمات رجال الميليشيات ذوي الخبرة في مناطق النزاع".

ورواية الأحداث المعروفة للحكومة الإسبانية هي أنه خلال موجة قوامها حوالي 2000 شخص باتجاه السياج الحدودي، إحتشد حوالي 500 شخص حاولوا الوصول من خلال باب تمكن أحد المهاجرين من فتحه، وحدث انهيار جليدي قتل حوالي 20 منهم بالاختناق، أو السحق عندما دفعت الصفوف الموجودة في الخلف أولئك الذين أمامهم.

وفي هذا الصدد، أعرب ألباريس، اليوم الثلاثاء، عن ثقته في التحقيق الذي يجريه المغرب، مضيفا: "يبدو أن الرباط أوقفت دفن جثث المهاجرين التي كان من المقرر دفنها دون تشريح. المغرب وإسبانيا يظهران أنهما يريدان توضيح ما حدث".

وفي هذا السياق، حثت لجنة الأمم المتحدة لحماية العمال المهاجرين وأسرهم، اليوم الثلاثاء، الحكومتين المغربية والإسبانية، على "فتح تحقيق شامل ومستقل وشفاف، على الفور، في الهجوم على سياج مليلية الذي وقع يوم الجمعة، وأسفر عن سقوط قتلى".

وتضمنت المذكرة التي أرسلتها السفارة المغربية لعدة وسائل إعلام إسبانية عدة صور تظهر العصي والسكاكين والخطافات التي قال المهاجرون المحتجزون إنهم أرادوا استخدامها لتسلق السياج، وليس لمهاجمة الدرك.

ويعتقد المغرب أن قواته العمومية تصرفت "بحس عال من السيطرة والإحتراف"، وهو ما دعى سانشيز إلى توجيه الشكر لها على ما قامت به.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأمريكية، أصر سانشيز على أن المهاجرين كانوا مهاجمين عنيفين، معربا عن أسفه للوفيات؛ حيث قدم تعازيه للأسر.

كما ألقى باللوم على المافيا، مشددا على أن "محاولة العدوان" نفذت بقوة، مضيفا: "ما فعلته قوات الأمن الإسبانية والمغربية كان الدفاع عن حدود إسبانيا وصد الهجوم".

من جهته، أكد المغرب عزمه على مواصلة حربه "القاسية" ضد شبكات الإتجار بالبشر، وتعزيز التعاون مع شركائه، بما في ذلك إسبانيا.