محمد الشنتوف*
ودع المنتخب البرازيلي المونديال العالمي للمرة الرابعة على التوالي على يد منتخب أوروبي في الدور الربع نهائي، بعد هذا الفوز التاريخي للمنتخب البلجيكي بنتيجة هدفين مقابل هدف يتيم، على أرضية ملعب كازان رينا الذي كان شاهدا على توديع منتخبات كبيرة لهذا العرس الكروي بداية بألمانيا مرورا بالأرجنتين وصولا إلى البرازيل .
وتبين من خلال الدقائق الأولى للمباراة أننا فعلا بصدد متابعة نهائي قبل الأوان، فمشاكسة البلجيكيين لم تتوقف مند البداية ورد البرازيليين لم يكن متأخرا، إذ تبادل الطرفين المحاولات من كل حدب وصوب، وفي الدقيقة 7 اختارت كرة سيلفا أن تقبل ظهر العارضة البلجيكية، في حين رد الشادلي بتسديدة لم تكن خطيرة، وضيع باولينيو فرصة في الدقيقة العاشرة، وارتطمت كرة فيلايني بالدفاع البرازيلي لتذهب إلى الركنية في الدقيقة 12، وفي الدقيقة 13 كوت النيران الصديقة قلوب البرازيليين بعدما سجل فيرناندينيو هدفا برأسية ضد مرماه .
واستمر مسلسل الفرص المهدورة بالنسبة للبرازيل، عن طريق سيلفا الذي ضيع فرصة سانحة للتسجيل في الدقيقة 14، وكوتينيو الذي سدد ولكن الحارس كان في الزمكان المناسب في الدقيقة 19، وراوغ لوكاكو دفاع السامبا لكنه لم ينجح في التسجيل في الدقيقة 21، وسدد مارسيلوا بدون جدوى في ظل تألق الحارس البلجيكي في الدقيقة 26، ومن هجمة عكسية قادها الهداف التاريخي لبلجيكا لوكاكوا ممررا الكرة إلى د يبرون الذي صوب كرة صاروخية استقرت في شباك الحارس البرازيلي أليسون بيكر في الدقيقة 32، لتعمق جراح البرازيليين خاصة أمام تألق الحارس كورتوا الذي صد ببراعة كرة كوتينيوا في الدقيقة 32، في حين كاد دي بروين أن يضيف الهدف الثالث عن طريق ضربة خطأ تصدى لها بيكر بصعوبة في الدقيقة 39 لينتهي الشوط الأول بهدفين دون رد لصالح بلجيكا.
في الشوط الثاني، أحكم منتخب بلجيكا المراقبة الدفاعية وأغلقوا كل المنافذ، وما إن وجد منفذ إلا وجدت الحارس بالمرصاد، بينما اعتمدوا هجوميا على الهجمات المضادة بقيادة هازاد السريع ولوكاكوا الخطير، وفي الدقيقة 52 تألق مارسيلوا وأرسل عرضية لم تجد من يضعها في الشباك، وأنقذ الحارس البلجيكي شباكه من هذف محقق في الدقيقة 54 أمام نايمار، وفي الدقيقة 56 ألغت تقنية الفيديو ضربة جزاء أعلن عنها الحكم لصالح البرازيل.
واستمر الحارس البلجيكي في تقديم لوحاته الاستعراضية، بتصديه لكرة كوستا في الدقيقة 72 وفي الدقيقة 74، ولكرة نايمار في الدقيقة 90، رغم تلقي شباكه لهدف في الدقيقة 74 عن طريق اللاعب ريناتو أجوستو، ولم تسفر محاولات البرازيلين لتعديل النتيجة عن أي جديد لينتهي اللقاء بفوز مستحق وإقصاء غير متوقع للبرازيل.
ورغم كونه إقصاء غير متوقع للبرازيل، إلا أن المعطيات كانت تؤكد أن المنتخب البلجيكي قوي، وباعتباره مرشحا فوق العادة للفوز بالمونديال فهذا كان الاختبار الأصعب والمحك الأقوى لأبناء المدرب روبيرتوا مارتينيز، وبعد نهاية هذا اللقاء، فالأكيد أن نصف النهائي الأول سيكون أوروبيا خالصا ومن المؤكد أيضا أن أوروبا ستكون حاضرة في نهائي المونديال، ومن باب التوقعات ليس إلا، قد يحصد المنتخب البلجيكي أولى ألقابه، بعد نجاحه في تخطي هذه العقبة الصعبة.
*صحفي متدرب