أكاديمية المملكة توثق أنشطتها بإصدار كتاب جديد

أصدرت أكاديمية المملكة المغربية، حديثا، كتاب "دليل الأنشطة.. إنجازات متواصلة"، الذي يوثق للإنجازات التي أشرف عليها أعضاء الأكاديمية، في الفترة ما بين 2015 و2019، بالتعاون مع أمين سرها الدائم عبد الجليل لحجمري.
وعرّف الكتاب عطاء الأكاديمية الزاخر بالأنشطة والمشاريع الثقافية الغنية من حيث عددها وقضاياها، إذ شكلت منعطفا جديداً في مسار الإنجاز العلمي لـ "أكاديمية المملكة المغربية"، مما جعل الاهتمام الإعلامي بها يتعاظم في المحطات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية داخل المغرب وخارجه، بلغت أكثر من 25 مؤسسة إعلامية، مما عمّق الرغبة لدى ممثلي الهيئات الدبلوماسية والمنظمات والمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية لزيارة الأكاديمية، تقديراً للأدوار الفكرية المبدعة التي تقوم بها، ودعوة الرموز الفكرية المشعة العالمية للمشاركة في أنشطتها.
وعرفت الأكاديمية، عدة زيارات ولقاءات خصصها أمين سرها الدائم، للتعريف بأهدافها واستحضار الرؤية التي استندت إليها أنشطتها، وخصوصيتها الممتدة إلى الحقول المعرفية المختلفة بناء على التوجهات الملكية السامية لراعي الأكاديمية الأمين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
في الحاجة إلى دورات تكوينية..
نظمت "أكاديمية المملكة المغربية" ثلاث دورات خلال الفترة نفسها (2015-2019)، وبلغ عدد المشاركين في الدورة الثالثة والأربعين الموسومة بـ"أفريقيا أفقا للتفكير" أكثر من 100 مشارك، من المناطق الافريقية والعربية والغربية، قدمت فيها ستون بحثا، اشتملت على أربعة عشر محورا، عالجت هذه المحاور قضايا الهويات، التنوع، التعاون جنوب - جنوب، العدالة، الديمقراطية، العولمة، الإرهاب، الصحة، التنمية المرأة والشباب..
وحققت الدورة أهدافا مهمة منها رفع الوعي بالتصورات السائدة حول عوائق وتطورات النهوض الإفريقي وتبادل الخبرات والتجارب الرائدة بين الخبراء والمفكرين المشاركين وتقديم مقاربات جديدة لمواجهة التحديات الأفريقية، وتعزيز قيم التعاون بين البلدان الإفريقية، حيث تم توفير بحوث ودراسات مرجعية مهمة، صدرت في كتاب بعنوان "أفريقيا أفقاً للتفكير" سنة 2017.
من جهة أخرى، عرفت الدورة الرابعة والأربعون الموسومة بـ "من الحداثة إلى الحداثات" 41 مشاركا، مثلوا 15 دولة من المغرب، فرنسا، لبنان، تونس، بريطانيا، إسبانيا البرتغال، سويسرا، المكسيك، السعودية، الإمارات، تركيا، كوت دي فوار، والسينغال...
وقدمت خلال الدورة، بحوث علمية في موضوع الحداثة بأبعادها الدينية والاقتصادية والقانونية والإبداعية والاجتماعية، واشتملت الدورة على سبع جلسات علمية وجلسة افتتاحية وقدمت فيها محاضرة افتتاحية للأستاذ هنري لورانس.
وشهدت الدورة الخامسة والأربعون المعنونة بـ"أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير"، انفتاحا على التجارب والخبرات الدولية في شتى الميادين المعرفية والاقتصادية والسياسية، وتناولت الجلسات العلمية للأكاديمية خلال هذه الدورة قضايا تاريخية واقتصادية وسياسية وثقافية وقانونية وأدبية حول أمريكا اللاتينية، شارك في عرضها أربعون متحدثا من أمريكا اللاتينية والمغرب وفرنسا وإسبانيا وأمريكا..
جسر التواصل..
رغبة في تعزيز أواصر التواصل بين جل الفاعلين والأكاديميين والمهتمين بمختلف مجالات البحث العلمي، وبين المؤسسات الوطنية والدولية، عقدت "أكاديمية المملكة المغربية" سلسلة من الندوات والأيام الدراسية والملتقيات من أجل الارتقاء بالقدرات البحثية في مختلف الميادين الفكرية، وتجلية للعطاءات القانونية الجديدة والفكرية المغربية المتعلقة بالجوانب الدستورية والفلسفية والطبية والتحررية والعلوم الإسلامية.
وكانت هذه الندوات مناسبة لعرض أعمال المفكرين المغاربة والتعريف بمناقبهم ومقاصدهم العلمية مثل الطيب عبد اللطيف بربيش والفيلسوف عزيز الحبابي واللغوي أحمد الأخضر غزال والمفكر عبد الهادي بوطالب وعبد الكبير الخطيبي وغيرهم من القامات العلمية الغنية عن التعريف.
في السياق ذاته، عقدت الأكاديمية لقاء حول السياسة الصحية في المغرب منذ الاستقلال، وطب المستقبل، وأخلاقيات البحوث الطبية الحيوية وقضايا طبية مختلفة، الوراثة، العيون، الإنجاب، الأعصاب...
كما قدمت الأكاديمية خلال أشغال ندوة "الطب بين متطلبات البحث العلمي والالتزام الخلقي" بمقر الأكاديمية بالرباط في 3-4 فبراير من سنة 2016، شهادات تكريم لروح أمين السر الدائم المرحوم البروفيسور عبد اللطيف بربيش تناولت سيرته، وإنجازاته العلمية.
وشارك في أشغالها علماء وخبراء ورجال دين، وأساتذة جامعيون من المغرب وخارجه، وخلالها تم تأبين روح الفقيد بشهادات كشفت عن الجهود العلمية والمواقف الأخلاقية للمرحوم عبد اللطيف بربيش. وقدمت أبحاث علمية حول التطور العلمي والتقني والتحديات والاستشراقات المستقبلية في المجال الطبي.
وشهدت "أكاديمية المملكة المغربية" عدة لقاءات علمية وثقافية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الورشة الإقليمية حول "إسهام التكنولوجية الجديدة في الفهم وحماية وتثمين التراث الثقافي بحوض البحر الأبيض المتوسط"، التي عقدت بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية بتاريخ 25-26 ماي 2016. وسلط فيها الضوء على قضايا تتعلق بالاستفادة من التكنولوجية لحماية وتطوير التراث.
وحضر افتتاح أشغالها، كل من أمين السر الدائم عبد الجليل لحجمري، ووزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ورئيس أكاديمية التكنولوجية الفرنسية فرانسو كينو.
واستنادا إلى أهداف الأكاديمية باعتبارها الساهرة على حسن استعمال اللغة العربية، عقد اجتماع لتدارس مشروع يهم ترجمة وثائق الأكاديمية الوطنية للعلوم بواشنطن (الولايات المتحدة الأمريكية) إلى العربية. استجابة لطلب أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات من أكاديمية المملكة المغربية للتعاون معها في إنجاز هذا المشروع الذي تقدمت بطلبه أكاديمية العلوم بواشنطن، بتاريخ 18-19 يونيو 2016.
هذا وشهدت الأكاديمية محافل علمية متنوعة ورزينة وغنية معرفيا، تارة حول الحوار الديني تفعيلا لثقافة الحوار والتسامح والوسطية التي تضمنتها أهداف الأكاديمية، كالندوة التي أقيمت حول حوار الأديان يوم 3 ماي 2017، بمشاركة رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان الكاريندال جون لويس توران.
وتارة احتفاء بقامات علمية أغنت الخزانة العلمية المغربية والعربية ببحوث علمية مهمة، كالندوة التي أقيمت على شرف محمد عزيز الحبابي الموسومة بـ "راهنية الشخصانية الإسلامية". والاحتفاء الذي قدم على شرف المفكر عبد الهادي بوطالب، تكريما له ولعطائه العلمي الزاخر، وذلك خلال أشغال ندوة معنونة بـ " أي مستقبل للبحث في العلوم الإسلامية"، بمقر الأكاديمية يوم 9-10 ماي 2018.
من جهة أخرى، سلطت الأكاديمية الضوء على مسارات ورهانات التطور الدستوري بالمغرب، والهوية الوطنية والثقافية في الدساتير المغربية، والملكية الدستورية والديمقراطية، والحقوق والحريات والعدالة في الدساتير المغربية، وذلك خلال أشغال ندوة نظمت بمقر الأكاديمية يوم 10-11 يوليوز 2018، بحضور شخصيات وازنة أساتذة جامعيون وباحثين ووزراء وأمين السر الدائم للأكاديمية.
واحتفاء بالذكرى الثلاثين لتأسيس الشعبة الدولية للباكالوريا، نظمت أكاديمية المملكة المغربية يوم 18 أبريل 2019، بشراكة مع سفارة فرنسا بالرباط يوما دراسيا، اشتمل على عدة فعاليات، كتقديم الأساتذة والمفتشون عروضا تتعلق ببيداغوجية تدريس اللغة العربية والفرنسية وعلاقتهما بالبعد الثقافي، صاحب هذا العرس التربوي تقديم تلاميذ وتلميذات من المستوى الابتدائي إلى المستوى الثانوي عروضا مسرحية وكورال.
قضايا العصر..
في إطار انفتاح الأكاديمية على المقاربات والرؤى المختلفة لمعالجة قضايا ومشكلات العصر، دعت مجموعة من المفكرين والفلاسفة والعلماء إلى تقديم دراسات وآراء حول الانشغالات المعاصرة في مجال الحداثة والمستقبليات والاستشراق والظاهرة الدينية والتربية المدرسية والحداثة بأمريكا اللاتينية والصين والإسلام في افريقيا والدستور المغربي، هذا وقد نظمت "أكاديمية المملكة المغربية" سلسلة من المحاضرات بمقرها، وقد تنوعت موضوعات المحاضرات لتشمل كل المجالات.
في السياق ذاته، ألقى نورالدين أفاية، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة محمد الخامس بالرباط، محاضرة تحدث فيها عن الجوانب الفكرية والنظرية للحداثة، مصححا بعض المفاهيم ومستشهدا بآراء المفكرين وبالمرجعيات المختلفة حول الحداثة.
فيما اختار عبد الإله بلقزيز، أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في محاضرته الحديث عن الحداثة وما بعد الحداثة وتطورها التاريخي البارز في محطات حركة الإصلاح الديني، الثورة الزراعية والصناعية، الثورة العلمية، الديمقراطية والعلمانية، الحركة الفنية، مؤكدا عدم فهم الحداثة بمعزل عن هذه المحطات، وفكرة كونية الحداثة باعتبارها حركة تاريخية.
وعن التعاون بين كوليج دو فرانس وأكاديمية المملكة المغربية، ألقت آن شينغ، عضوة بكوليج دو فرانس محاضرة موضوعها بين الاستشراق والحداثة: الصين مرآة عاكسة أو مخالفة لأوروبا، تناولت فيها تمثل الفكر الأوروبي للفكر الصيني خاصة عند فولتير، وكذا نبذة عن الفلسفة الصينية لفلسفة هيغل.
وكما ألقى المؤرخ الفرنسي هنري لورانس، أستاذ ورئيس تاريخ العالم العربي المعاصر في كوليج دو فرانس بباريس، محاضرة أبرز خلالها التأويلات المتداولة لدى الإغريق والمفكرين المعاصرين حول مفهوم البربر، مستخلصا الصفة المجمع عليها وهي المتوحشون الذين اتخذوا في مختلف الأعصر والحضارات والمجتمعات وسيلة العنف والزراعة نمطا لحياتهم. كما أبرز من جهة أخرى المساهمات الحضارية الصينية والعربية والأوروبية مشيداً بأثر الحضارة العربية في الإنسانية.
وخلال أطوار سلسلة المحاضرات التي نظمتها الأكاديمية، ألقى المفكر طه عبد الرحمن، محاضرة موسومة بالعدالة العالمية والأخلاق الائتمانية، تركزت على مفهوم العدالة العالمية من مرجعية إسلامية، والتي تعتبر من أسسها المواثيق الأخلاقية للرسالات السماوية، مؤكدا المصدر الإيماني السليم لهذه النظرية الحامية لقيم السلام والعدالة والخير وهي المنتظرة في عالم تتنازعه الصراعات المذهبية والطائفية والعقدية والحضارية.
وجعلت الأكاديمية "الانتقال من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين" عنوان محاضرة ألقاها غابرييل دو بروي، المستشار الشرفي لمعهد فرنسا وعضو الأكاديمية الفرنسية، وعياً منها بأهمية التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم على المستوى التكنولوجي والاجتماعي وضرورة التأقلم مع هذه المتغيرات.
وتطرقت المحاضرة للتحولات والتطورات، وكذلك المخاطر التي عرفها القرنان 20 و21 وما سبقهما من خلفيات تاريخية، ثقافية، اجتماعية، صناعية كانت وراء ما يحدث، وتعد هذه التحولات نتيجة للثورة الصناعية والرقمية، وكذا العولمة معتبراً إياها الشرط الأساسي لرفع التحديات التي يراها العالم اليوم كالتصحر والأوبئة والفقر والإرهاب... وفي سياق آخر تحدث دو بروي عن الذكاء الاصطناعي وعن ثورة المعلوميات.
يشار إلى أن الأكاديمية شهدت خلال الفترة الممتدة بين (2015-2019) سلسلة محاضرات أخرى، ألقاها أساتذة جامعيون وباحثون وعلماء في مختلف المجالات العلمية.
التراث الثقافي حصن الهوية الحضارية للمغرب..
عملت أكاديمية المملكة المغربية، على حماية التراث الثقافي المغربي غير المادي باعتباره حصنا من حصون الهوية الحضارية المغربية، وتعريفا بالتراث الموسيقي العالمي، عقدت المؤسسة ورشات جهوية للتوعية بأهمية تراث فن الملحون واجتماعات دراسية لتسليط الضوء على أبعاده الفنية والاجتماعية.
ونظمت احتفالات عرضت من خلالها دواوين شعراء الملحون بطريقة إنشادية مسرحية في نسختين إحداها بمقر الأكاديمية والثانية بمدينة وجدة، كما أقامت مسابقات فنية للعزف على البيانو بهدف استحضار المهارات الفنية للموسيقى الكلاسيكية العالمية.
أحاديث الخميس بالأكاديمية..
شهدت الأكاديمية جلسات عادية من مساء يوم الخميس كل خمسة عشر يوما يقدم عضو من أعضائها حديثا في موضوع معين من اختياره، يتضمنه الجدول السنوي لهذه الأحاديث، وتتناول هذه المواضيع قضايا علمية وثقافية وتربوية وأدبية ودينية وغيرها.
مساهمة الأكاديمية في إشعاع إفريقيا من العاصمة..
استرشادا بالاهتمام الكبير للراعي الأمين لأكاديمية المملكة المغربية بإفريقيا، وتعزيزا للروابط التاريخية والثقافية بينها وبين المغرب، ومساهمة من الأكاديمية في فعاليات "إشعاع افريقيا من العاصمة"، نظمت أكاديمية المملكة المغربية نشاطا مهما حول افريقيا وأعلامها، تفعيلا لمذكرة التفاهم التي أبرمتها مع معهد مانديلا للدراسات من أجل التنمية.
إشعاع أكاديمية المملكة خلال قمة المناخ كوب 22..
شكل احتضان المغرب للمؤتمر الثاني والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب22) في نونبر 2016 بمراكش، أحد أبرز الأحداث التي ميزت السنة باعتباره علامة فارقة في مسار انخراط المغرب وطنيا وإقليميا ودوليا في خدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة.
ودفع تنظيم كوب 22، من أكاديمية المملكة المغربية، إلى عقد سلسلة من الأنشطة العلمية لتسليط الضوء على هذا الحدث الهام، الذي يهم مواجهة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة.
ثقافة الاعتراف..
في إطار تكريس ثقافة الاعتراف وتحفيز الطاقات بمختلف مشاربها للسير قدما نحو تحقيق الأفضل، وكذا لتطوير مجالات الثقافة والعلوم والحضارة، عملت أكاديمية المملكة على تكريم أعضائها الذين أبلوا البلاء الحسن بالمساهمة في النهضة الثقافية بالمغرب، وفي الإنجازات الفكرية للأكاديمية، حيث قامت الأكاديمية بمنح جوائز تقديرية وعقد أيام تكريمية للشخصيات التي احتفت بها المؤسسة. نذكر منهم المرحوم عبد الكريم غلاب، والشاعر ليوبولد سيدار سنغور، والحاج أحمد سهوم، ومليكة المالكي، وعبد القادر السباعي، ومحمد شفيق، وأحمد الأخضر غزال، عبد الكبير الخطيبي..
عطاء علمي وسخاء مادي لأكاديمية المملكة..
جادت رحم البحث العلمي بأكاديمية المملكة المغربية بإصدارات عديدة ومتنوعة، بتنوع انشغالاتها المعرفية وسعة القضايا التي تتحرك فوقها اهتماماتها الوطنية والدولية، مقدمة في أعداد مجلتها (الأكاديمية)، ومؤلفاتها ودواوين ملحونها، التراث في غير انغلاق، ومعالجة قضايا تشكل قمة الانشغالات الفكرية الوطنية والدولية أو قمة الانشغالات الفكرية الوطنية والدولية المعاصرة، كقضية البيئة أو الأدب المغربي الشعبي (الملحون)..
ودعما للجهود الثقافية الرامية إلى العناية بالطفولة وإشاعة قيم الحوار وتشجيعاً للبحوث العلمية والمؤلفات المهتمة بتطوير الابداع الأدبي والبحث التاريخي، قدمت الأكاديمية دعماً ماديا للإصدارات الثقافية، وفنيا وتنظيما للمؤسسات الوطنية المساهمة في البناء التنموي والاجتماعي بالمغرب. خلال الفترة الممتدة بين (2015-2019).
من جهة أخرى، تعريفا بإصدارات الأكاديمية وتوزيعا لمطبوعاتها على المدعوين والمشاركين في المؤتمرات والندوات ومعارض الكتب من أجل الاستفادة من معارفها، شاركت أكاديمية المملكة المغربية بعرض إصداراتها في عدة ملتقيات منها خلال أشغال كوب 22 بمراكش ما بين 7 و 18 نونبر 2016.
وكذا خلال ملتقيات علمية بالأكاديمية، وبمعرض الكتاب الذي عقد بباريس في مارس سنة 2017، وكذا خلال التبادل الثقافي بين الأكاديمية والمؤسسات العلمية والثقافية والتربوية بالمغرب وخارجه.
الاتفاقيات ومذكرات التفاهم..
تعزيزا لجسور التعاون مع مختلف المؤسسات والمنظمات بهدف تنظيم أنشطة مشتركة وتقريب المقاربات والرؤى في الانشغالات الثقافية والتربوية والحضارية في عالم اليوم، عقدت الأكاديمية اتفاقيات التعاون والشراكة مع المنظمات والمؤسسات التالية:
1- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - ألكسو ( شراكة التعاون حول قضايا اللغة العربية والتربية والثقافة ).
2- معهد مانديلا للدراسات حول التنمية بجنوب إفريقيا.
3- معهد العالم العربي بباريس: تعاون في موضوعين هما:
- جائزة ملتقيات تاريخ العالم العربي
- تنظيم معرض حول كنوز الإسلام بإفريقيا
4- كوليج دو فرانس والأكاديمية الفرنسية والمعهد الفرنسي، اتفاقية ثلاثية حول تنظيم محاضرات حول القضايا الثقافية والتربوية واللغوية المشتركة.
الزيارات الدبلوماسية.. وتدبير المرحلة الانتقالية للأكاديمية
إدراكاً للأدوار الثقافية والدبلوماسية الموازية التي تقوم بها الأكاديمية لنشر ثقافة التسامح والحوار وتعزيز المقاربات العلمية الحداثية في القضايا الإنسانية، وتثمينا لجسور التعاون مع المؤسسات ذات الأهداف المشتركة قامت شخصيات دبلوماسية وعلمية رفيعة المستوى بزيارة الأكاديمية.
وتناولت هذه الزيارات التي استقبلهم فيها أمين السر الدائم عبد الجليل الحجمري، عرضاً حول أنشطة الأكاديمية ضمن انطلاقتها الجديدة، وعرض الاهتمامات المشتركة بين الأكاديمية وممثلي المؤسسات الزائرين، حيث أكد خلالها أمين السر الدائم والشخصية الزائرة حرصهما على تبادل الخبرات وتعزيز المشترك الثقافي وروابط التعاون. كزيارة الكاردينال جون لويس توران رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان، وزيارة سفيرة السويد إيركا فرير للأكاديمية، وكذا سفير الشيلي ألكس جيجر صوفيا، ورئيسة جامعة غرناطة بيلار أراندا رميريز، وسفير بريطانيا طوماس رايلي وغيرهم.
وفي إطار المنظور الجديد لتفعيل الهياكل الإدارية والرسالة العلمية والحضارية الأكاديمية المملكة المغربية، واستلهاما من التوجهات الملكية السامية، قام أمين السر الدائم بوضع خطة عمل استراتيجية لتطوير عمل المؤسسة، تم بموجبها تشكيل لجنة وتعين أمين السر المساعد مؤقتا لتدبير المرحلة الانتقالية، كما قام أمين السر الدائم بتوجيه مذكرات للسادة الأعضاء حول منجزات العمل وعقد لقاءات بهذا الشأن استنادا إلى التوجيهات الملكية السامية.
تعميق تكوين طلبة الماستر والدكتوراه..
دعت أكاديمية المملكة المغربية، طلبة الماستر والدكتوراه لمتابعة أنشطتها المتمثلة في دوراتها، وندواتها، ومحاضراتها في مدينة الرباط، والدار البيضاء، ومراكش، والقنيطرة، وتطوان، وطنجة، وبني ملال، وسطات، والمحمدية، ووجدة، وفاس، ومكناس، والناظور، وأكادير، وخصصت لهم وسائل النقل والإقامة لتمكينهم من الاستفادة من الخبرات العلمية الوطنية والدولية.
وبلغ عدد المستفيدين من هذه الأنشطة ما يفوق 3120 طالبا وطالبة، تفعيلا للتوجهات الملكية السامية الحاثة على العناية بالشباب باعتباره رأسمال المستقبل، ورفع قدراته المعرفية للإسهام في البناء التنموي والحضاري للمغرب الحداثي.
الإعلام رافعة للتنمية..
رافقت أنشطة الأكاديمية مواكبة إعلامية متنوعة في وسائل الاعلام السمعية والبصرية والمكتوبة، معرفة بدواعيها وأهدافها ومحاورها، والمشاركين فيها، ولم تقتصر هذه التغطية الإعلامية على الأنشطة المنفذة في مقر الأكاديمية، بل ورافقتها في باقي المدن المغربية التي نظمت بها، بتارودانت، أرفود، وجدة، وطنجة، وفي خارج المغرب، كالأنشطة التي نفذت مع معهد العالم العربي بباريس، حيث تأكد الاهتمام الكبير الذي أصبح الإعلام يعطيه لأنشطة الأكاديمية في الداخل والخارج، راسما بذلك منعطفا إعلاميا جديداً في مشهد الانفتاح الثقافي الوطني والدولي للأكاديمية.

سفيان عبداللوي

*صحفي متدرب


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.