وزير الشغل يعدد أسباب تعثر امتصاص البطالة

أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، أن معالجة معضلة البطالة في المغرب تتطلب الانطلاق من معطيات هيكلية دقيقة، مشيرًا إلى أن خزان العاطلين يضم حاليًا حوالي مليون و600 ألف شخص، وفق أرقام رسمية صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط.

وأوضح السكوري، خلال استضافته في لقاء خاص على القناة الثانية، أن هذا الرقم يعكس نسبة بطالة تقدر بحوالي 12.8 في المائة، بعدما كانت في حدود 13.7 في المائة العام الماضي، و13.3 في المائة بداية هذه السنة، مبرزًا أن هذا التراجع يبقى طفيفًا لكنه يشير إلى بداية تحرك الاقتصاد الوطني.

وأشار الوزير إلى أن نحو 80 في المائة من مناصب الشغل المفقودة تتعلق بشغل غير مؤدى عنه، ما يعني أنها لا ترتبط بإغلاق شركات أو توقف أنشطة اقتصادية منظمة، بل ترتبط أساسًا بأنشطة غير مهيكلة، في المقابل، سجل الشغل المؤدى عنه ارتفاعًا في نسبته، وهو ما اعتبره تطورًا مهمًا في تركيبة سوق الشغل.

وشدد السكوري على أن هذه الأرقام لا تدعو إلى الفخر، خاصة مع استمرار ارتفاع معدلات بطالة الشباب، التي ما تزال في حدود 19 في المائة، رغم تسجيل تراجع طفيف، مؤكدًا أن بطالة حاملي الشهادات بدورها تظل مرتفعة وتشكل تحديًا بنيويًا حقيقيًا.

وبخصوص الهدف الذي حددته الحكومة بخلق مليون منصب شغل خلال ولايتها، والذي وُضع في سياق خروج المغرب من أزمة كوفيد-19، مع وعي مسبق بأن الأزمات قد تفرض تحديات غير متوقعة، أشار السكوري إلى أن سنوات الجفاف المتتالية أدت إلى فقدان غير متوقع لمناصب الشغل بحوالي 180 ألف منصب شغل في العالم القروي سنويًا، مقابل 60 ألفًا فقط سنة 2019، موضحًا أن هذه الفئة التي فقدت عملها في الوسط القروي لا تتوفر في الغالب على المهارات والتكوين اللازم للاندماج السريع في قطاعات الصناعة أو الخدمات.

كما لفت إلى أن الحرب في أوكرانيا رفعت أسعار المواد الأساسية وأثرت على قطاعات حيوية، أبرزها قطاع البناء الذي كان يُعتبر المشغل الأساسي لليد العاملة غير المؤهلة، مشيرًا إلى أن القطاع فقد حوالي 35 ألف وحدة بناء من أصل 80 ألفًا كانت تُشيد سنويًا، مما شكل أزمة أكبر.

ورغم هذه التحديات، أكد الوزير أن الاقتصاد الوطني تمكن خلال هذه الولاية الحكومية من خلق حوالي 600 ألف منصب شغل، مشيرًا إلى أن جزءًا من هذه المناصب تم تدبيره في سياق صعب، وهو ما يعكس مرونة نسبية في بعض القطاعات، لكن مع بقاء التحديات البنيوية قائمة، خصوصًا في ما يتعلق ببطالة الشباب وحاملي الشهادات.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *