خرجوج: الأحزاب المغربية عاجزة عن فهم لغة “جيل Z”

أثار الخبير في الأمن السيبراني حسن خرجوج نقاشاً جديداً حول علاقة الأحزاب السياسية المغربية بجيل الشباب، مؤكداً أن الإشكال لا يرتبط بكونه جيلاً جديداً أو قديماً، بقدر ما يرتبط بعجز التنظيمات الحزبية عن استيعاب التحولات العميقة في طريقة تفكير الشباب وتطلعاتهم.

وأوضح خرجوج، في تدوينة مطولة نشرها على صفحته، أن الشباب المولودين بعد سنة 2010، رغم حداثة سنهم، يظهرون سرعة في التفكير ووعياً مبكراً يتجاوز أحياناً من هم أكبر منهم سناً بكثير، مشيراً إلى تجربته كأستاذ قريب من هذه الفئة التي تُبدي قدرة لافتة على التعامل مع أدوات العصر الرقمي.

وسجل الخبير أن إحدى مفارقات هذا الجيل تكمن في الجمع بين الترفيه والجدية، حيث قد يظهر منخرطاً في ألعاب إلكترونية مثل “PUBG”، بينما ينخرط في الوقت نفسه في نقاشات سياسية ومجتمعية كبرى، وأبرز أن منصة “Discord”، التي تعرف عليها لأول مرة عبر أحد تلامذته، باتت فضاءً يلتقي فيه الشباب لتبادل الأفكار والإلهام، بل حتى لابتكار حلول تقنية جديدة، قد تغيّر نظرتنا للتكنولوجيا.

وانتقد خرجوج ما وصفه بالانفصام بين لغة الشباب وأسلوب الأحزاب السياسية، معتبراً أن هذه الأخيرة كان يفترض أن تكون مدارس للسياسة ووسيطاً بين الدولة والمجتمع، لكنها تحولت إلى كيانات بعيدة عن واقع الأجيال الصاعدة، وعاجزة عن مواكبة طموحاتها.

وأكد أن نتيجة هذا الانفصال هي فراغ سياسي يعيشه الشباب في الواقع، ويعوضونه عبر المنصات الرقمية التي أصبحت بالنسبة إليهم متنفساً للتعبير عن آرائهم ومناقشة القضايا الكبرى، في وقت تُختزل فيه الأحزاب ـ في نظر كثيرين ـ في مجرد فضاءات للمسابقات والأنشطة الشكلية لا غير.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *