وصف محمد رفيقي (أبو حفص)، الباحث في القضايا الإسلامية، ما قاله أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بكون 90 في المائة من الفقه الإسلامي يحتاج إلى تجديد، بالتصريح "الجميل"، مبرزا أن الريسوني"تجاوز حتى بعض دعاة التنوير ممن يرون أن جانب التشريع المعاملاتي الذي يجب أن يخضع للتغيير هو أقل من هذه النسبة، إذ أن حجم العبادات والأخلاق والإيمانيات يتجاوز هذه النسبة".
وقال أبو حفص في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، إن "الأجمل أيضا في تصريح الريسوني خلال المؤتمر الدولي حول "التراث ومتطلبات العصر"، بمدينة البيضاء، تطرقه لضرورة تجديد كل المعارف الدينية كأصول الفقه والعقيدة"، موضحا "ولا شك أن هذا أحد المداخل الكبرى لتجديد هذا الفقه وملائمته للواقع الذي نعيشه اليوم، إذ لا زال الفقه محكوما بأصول سطرها الشافعي رغم مرور أكثر من إثني عشر قرنا على وضعها، وهو ما أنتج كثيرا من الإشكالات التي نعاني منها اليوم".
واستدرك رفيقي، قائلا إن" الإشكال أن كلام الشيخ هنا لا يمكن إدراك أهميته إلا بالخروج من التعميم إلى التخصيص، ومن الإجمال إلى التفصيل، بأن نعرف نماذج من هذا الفقه المراد تجديده:هل يتناول حتى ما يسميه الفقهاء بالنصوص القطعية ؟ وهل يشمل ذلك أحكام الأسرة، خصوصا وأننا نعلم موقف الشيخ المتشنج من تعديل منظومة الإرث، بل حتى التعصيب الذي ليس فيه أي نص صريح، وليس إلا اعرافا قبلية عارض وبشدة النداء لإلغائه؟...".
محمد رفيقي الذي صار يطرح اجتهادات دينية تثير الكثير من الجدل سيما في صفوف السلفيين الذين كان يمثلهم فيما قبل، تساءل في تدوينته" هل يوافق الشيخ مثلا على إعادة النظر في موضوع الفوائد البنكية؟ هل يمكن أن يشمل هذا التجديد الموقف من لباس المرأة؟ وغيرها من القضايا التي نعلم أن التيار الإيديولوجي الذي ينتمي له الشيخ سواء في حركة التوحيد والإصلاح أو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين له اختيارات حاسمة في هذه القضايا لا تقبل حتى فتح النقاش فضلا عن إمكانية التغيير، لذلك نرجو منه تفصيل هذا المجمل حتى يتضح المقصود".
وزاد قائلا:"مما أضحكني رد بعضهم على هذا التصريح حين قال أن الفقه 25 في المائة عبادات، و 25 في المائة معاملات، و 25 في المائة أحكام أسرة، و 25 في المائة علاقات دولية، وبناء عليه فلا يمكن تغيير أي شيء، وما علم أنه بهذه النسب يكاد يتفق مع تصريح الريسوني، إذ أن 75 في المائة حسب ما قال بنفسه كلها تحتاج إلى تعديل، ولن يتبقى إلا 25 في المائة من العبادات، فالفرق بينهما 15 في المائة لا غير، وهو خلاف بسيط، فلم الرد إذن والحديث عن العلمنة والانحلال ووو..؟ لله في خلقه شؤون".
وكان الريسوني قال خلال المؤتمر المنظم من طرف"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، و"المنتدى العالمي للوسطية"، و"مؤسسة محمد بن عبود للبحوث والدراسات والإعلام" بالبيضاء أخيرا، إن "نحو 90 بالمائة من الفقه الإسلامي يجب أن يتغير، لأن زماننا طرح نوازل (قضايا فقهية) ووقائع جديدة، جعلت الفقه القديم ينحصر في حيز ضيق".
وأوضح أن "التجديد يجب أن يشمل العلوم الشرعية أيضا، حتى تتلاءم مع هذا الزمان".