ارتفعت واردات إسبانيا من المغرب بشكل كبير في سياق انخفاض صادرات باقي شركائها التجاريين.
وتشير آخر الأرقام الصادرة عن كتابة الدولة والتجارة الإسبانية التي رصدتها بلبريس واستعرضتها الصحافة الاسبانية، إلى أن الواردات من الرباط بلغت 8,334,7 مليون أورو خلال الأشهر الـ 11 الأولى من سنة 2023، أي نمو بنسبة 2,9% مقارنة بالانخفاض المتراكم بنسبة 6,8% مع بقية الدول.
وهذه الأرقام تجعل المغرب المورد الرئيسي لإسبانيا في أفريقيا والثالث خارج أوروبا بعد الصين والولايات المتحدة.
وخلال عام واحد كان التطور ملحوظا، حيث انتقلت الرباط من المركز الثالث والعشرين إلى المركز الحادي عشر الحالي، كمصدر للمشتريات الإسبانية متجاوزا البرازيل ونيجيريا، وقريبا من المركز العاشر حيث تركيا.
وتتحدث البيانات حتى نوفمبر عن حجم واردات من المغرب يلامس 20 مليون يورو.
وأفادت الصحافة الإسبانية أن سلوك التجارة مع الرباط هذه المرة اتسم بمقاومة التقلبات الدورية، فبينما تحسنت الصادرات بنسبة 3.8%، انخفض الإجمالي العالمي بنسبة 0.7%، وهو الأمر الذي يتكرر في المقارنات بين جميع البلدان تقريبا. والشركاء التجاريون الكبار مثل الصين، الولايات المتحدة أو البرازيل أو بلجيكا.
ويعني هذا التحسن أن المغرب كسب في عام واحد حصة مهمة في السوق الإسباني، وفق المصادر ذاتها، وهو أمر يصعب تحقيقه للغاية بسبب المبادلات الكبيرة التي يتم التعامل معها في العدد العالمي لشركاء إسبانيا التجاريين.
وارتفعت الصادرات المغربية نحو إسبانيا من 1.9% إلى 2.1% في 2023.
وقالت الصحافة الإسبانية إن الفواكه والخضروات، تتصدر المعاملات التجارية بين البلدين، ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع أسعار هذه المنتجات في إسبانيا.
وتاريخيا، اشترت إسبانيا من المغرب الأجهزة والمواد الكهربائية والأسماك والقشريات والرخويات والسيارات والملابس الجاهزة، لكن الجفاف المقترن بالزيادة في تكاليف الطاقة غيّر هذا الاتجاه في العام الماضي.
وعزت الصحافة الاسبانية هذا التطور في صادرات المغرب نحو إسبانيا إلى تغيير بيدرو سانشيز موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية.
وأشارت إلى أن علاقات مدريد والرباط تحسنت بشكل كبير بعد زيارة سانشيز للرباط في ابريل 2022 ولقائه بالملك محمد السادس، وهي الزيارة التي طوت الخلاف الذي نشب في 2021.
وفي فبراير 2023، كان الاجتماع ا الثاني عشر رفيع المستوى، بين إسبانيا والمغرب، وشارك فيه 11 وزيرا إسبانيا و13 وزيرا مغربيا.
وفي المجال الاقتصادي، تم الإعلان عن بروتوكول مالي بقيمة تصل إلى 800 مليون يورو لتشجيع الاستثمارات في قطاعات مثل السكك الحديدية والمياه والأغذية الزراعية والسياحة. وقال مونكلوا حينها إن "إسبانيا تريد أن تكون مستثمرا رائدا في المغرب".
وفي نوفمبر 2023، تحدث سانشيز مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بعد تنصيبه وعبر عن رغبة بلاده في ’’ تعزيز جدول الأعمال الثنائي المتفق عليه بالفعل واستكشاف الفرص الجديدة التي توفرها هذه العلاقة المتجددة’’. مؤكدا أن إسبانيا ستعمل أيضا على تعزيز العلاقة الوثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي”.
وينتظر أن تعرف العلاقات بين البلدين دفعة قوية اقتصاديا بعد التقارب الدبلوماسي والسياسي، الذي شهدته الأشهر الماضية.