دق أحمد بريجة، رئيس لجنة المرافق العمومية بمجلس جماعة البيضاء ورئيس فريق الأصالة والمعاصرة، ناقوس الخطر حول الوضعية المالية للمدينة خلال السنة المقبلة، مؤكدا وجود عجز مالي في الميزانية المصادق عليها في أكتوبر بمليار درهم (100) مليار سنتيم).
وحسب جريدة "الصباح"، يعادل هذا المبلغ قيمة القرض التكميلي الذي استفادت منه الجماعة، قبل سنة ونصف السنة، من البنك الدولي، ووقعت العمدة على وثائقه في وزارة المالية والاقتصاد لاستكمال تمويل عدد من البرامج والمشاريع، منها رفع نجاعة الأداء في قطاع المداخيل والرقمنة.
وأوضح بريجة في معرض تدخله خلال مناقشة مشروع الميزانية أن العجز المالي كبير جدا، ويتطلب تكثيف مجهودات الجميع مكتبا مسيرا ولجانا دائمة ورؤساء مقاطعات وموظفين من أجل إيجاد حلول عاجلة في ما تبقى من أيام السنة، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية العمل الإداري المنجز في إطار التحصيل والاستخلاص الذي تقوم به المصالح المعنية تحت إشراف نواب العمدة.
وأضافت "الصباح"، توقع المشرفون على ميزانية البيضاء 2024 أن تستقر في حدود 4.5 ملايير درهم نهاية السنة الجارية، أي بزيادة طفيفة على ميزانية 2023 التي وصلت لأول مرة منذ 2018 إلى 4.2 ملايير درهم.
وأردفت رغم هذه الزيادة، فإن حجم النفقات الإجبارية ومصاريف التسيير لا تسمح بهامش كبير من المناورة أو تحصيل فائض يمكن برمجته في مشاريع للتجهيز، إذ تحتاج الجماعة إلى تعبئة 100 مليار سنتيم أخرى لهذه العمليات، وهو مبلغ ضئيل، بالنظر إلى حجم الانتظارات والخصاص، وكذا الالتزامات الواردة في برنامج العمل.
ويتطلع المجلس لرفع ميزانيته بنسبة 10 في المائة قبل نهاية السنة الجارية للوصول إلى نسبة 40 في المائة في أفق أربع سنوات، ما سيمكن من إنجاز المحاور المدرجة في برنامج عمل 2023 و 2028 المؤشر عليه أخيرا من قبل والي الجهة السابق، ناهيك عن المشاريع الأخرى المرتبطة بالاستحقاقات الرياضية المقبلة.
وفي تفس السياق، تستنزف النفقات الإجبارية، ممثلة في الوفاء بأصول الديون وفوائدها وأداء تعويضات الأحكام القضائية ومستحقات الشركات والشركاء، مبلغا كبيرا من الميزانية بينما يصرف الشق الآخر على الجانب المتعلق بالتسيير أداء أجور الموظفين)، ثم أداء المبالغ السنوية المستحقة لشركتي النظافة.
وتابعت "الصباح"، يتكلف تسيير البيضاء وأداء النفقات ذات الطابع الإجباري، أكثر من ثلثي الميزانية، ما يتطلب بذل مجهودات كبيرة لتحسين أداء المداخيل الذاتية، والبحث عن حاضنات جديدة للموارد المالية، وإيجاد صيغ لإجبار المتملصين على الدفع.
وتشتغل الجماعة، منذ أشهر على برنامج لتأهيل المداخيل وتنميتها بشكل مطرد، من بين محاوره تقليص الباقي استخلاصه الذي يصل إلى 1200 مليار سنتيم وتحيين اتفاقيات الشراكة وإحصاء الممتلكات التابعة لجماعة البيضاء وتثمينها، قصد الزيادة في قيمتها الكرائية التي ستدر على خزينة جماعة البيضاء مداخيل سنوية مهمة.