استقالة قائد التحالف ضد داعش نتيجة الانسحاب الأمريكي من سوريا

بعد وزير الدفاع جيمس ماتيس، قدم موفد الولايات المتحدة لدى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بريت مكغورك استقالته إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سحب القوات الأميركية من سوريا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية طالبا عدم الكشف عن هويته إن الاستقالة ستكون سارية في 31 دجنبر، موضحا أن ماكغورك سلم رسالة استقالته إلى وزير الخارجية مايك بومبيو الجمعة.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن ماكغورك كان قد قرر مغادرة منصبه في فبراير المقبل، لكنه قدم هذا الموعد بسبب التطورات التي حدثت خلال الأسبوع الجاري.

وكان الرئيس الأميركي أعلن فجأة الأربعاء قراره سحب الجنود الأميركيين المتمركزين في سوريا (عددهم ألفا جندي)، في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم. وفي اليوم نفسه أعلن ترامب أن عملية فك ارتباط جزئي في أفغانستان بدأت أيضا.

وتحدثت صحيفتا "وول ستريت جرنال" و"نيويورك تايمز" عن سحب نصف 14 ألف عسكري أميركي ينتشرون في أفغانستان التي تشهد نزاعا عمره 17 عاما اندلع بعد اعتداءات 11دجنبر 2001.

وكتب ترامب في تغريدة بعد الإعلان عن استقالة ماكغورك "حول سوريا، كان يجب في الأساس أن نبقى ثلاثة أشهر وهذا حدث قبل سبع سنوات ... ولم نرحل وقتها".

قال ترامب "عندما توليت الرئاسة كان داعش يتصرف برعونة. والآن هزم داعش إلى حد كبير وينبغي أن تكون بعض الدول الأخرى في المنطقة بما في ذلك تركيا، قادرة على التكفل بما تبقى من فلوله. نحن عائدون إلى الوطن!".

وبعيد ذلك هاجم ترامب ماكغورك في تغريدة على تويتر، معتبرا أنه "مدع" ينسحب قبل أن ينجز مهامه.

وكتب ماكغورك في رسالة استقالته التي اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" أن قرار ترامب الانسحاب من سوريا "صدمة" و"انقلاب كامل على السياسة التي قدمت لنا". وأضاف أن القرار "ترك التحالف في حالة قلق وشركاءنا في المعارك في حالة إحباط".

وتابع "عملت هذا الأسبوع على محاولة إدارة بعض الآثار (للقرار) (...) لكن في نهاية المطاف أدركت أنني لا استطيع تنفيذ هذه التوجيهات والبقاء نزيها".

وأضاف أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لم يُهزموا في الواقع، وإن سحب القوات الأميركية قبل الأوان قد يعزز الظروف التي تسمح للجهاديين بإعادة تجميع قواهم في المنطقة.

في الأشهر الأخيرة، ضاعف مسؤولون عسكريون أميركيون التحذيرات من انسحاب متسرع من سوريا يطلق يد حليفتي نظام بشار الأسد في سوريا، أي روسيا الخصم الكبير للولايات المتحدة وإيران العدوة اللدودة لواشنطن.

ويتمركز العسكريون الأميركيون في شمال شرق سوريا إلى جانب التحالف العربي الكردي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. وسيترك رحيلهم وحدات حماية الشعب الكردية بلا دعم عسكري بينما يهدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بمهاجمتها معتبرا المقاتلين الأكراد إرهابيين.