خبير أمريكي يكشف كيف فشل البرلمان الاوروبي في تقديم أدلة على "تورط" المغرب في التجسس

اصبح واضحا ان لجنة التحقيق التابعة للبرلمان الأوروبي، لم تتوصّل إلى أية أدلة دامغة تُثبت تورط أجهزة المخابرات المغربية في التجسس من خلال برنامح "بيغاسوس" على هواتف رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، ومسؤولين حكوميين إسبان.

وبعد أكثر من عام مضت على مباشرتها للتحقيقات، أصدرت لجنة التحقيق التابعة للبرلمان الأوروبي في قضية بيغاسوس، تقريرااول أمس الاثنين تعتبر فيه أن المغرب فقط مسؤول "محتمل" عن التجسس على الهواتف المحمولة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ووزيرة الدفاع، مارغريتا روبليس، ووزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا.

التقرير الذي نقلت تفاصيله صحف إسبانية، بينها “إلبيريوديك”، أشار إلى أن اللجنة لم تتوصل إلى أية معلومة مؤكدة بأن المغرب قد تجسس على شخصيات إسبانية بارزة. وعلق الخبير الأمريكي في برامج التجسس، “جوناثان سكوت” على نتائج بالتحقيق بقوله: اللجنة برأت أخيرا المغرب ورواندا من الانخراط في التجسس عن طريق “بيغاسوس”، مضيفا أن “سيتايزن لاب” و”أمنستي” قدمتا معلومات كاذبة للاتحاد الأوروبي ضد هذه البلدان.

في السياق ذاته، دعت اللجنة ضمن تقريرها المقرر التصويت عليه شهر يونيو المقبل، إلى إجراء تحقيق “كامل وعادل وفعال” في تجسس السلطات الإسبانية على الانفصاليين الكتالونيين، حيث كشفت اللجنة، أن الحالات المشتبه فيها بالتجسس المبلغ عنها، هي 47 حالة من بين 65 شخصية كتالونية لا يعرف ما إذا كانت مستهدفة من طرف جهاز الاستخبارات الاسبانية.

واعتبر الخبير الأمريكي “جوناثان سكوت” ضمن سلسلة تغريدات على “تويتر”، أن الاتهامات الموجهة أيضا إلى إسبانيا “غير مبررة”، مضيفا أنه “ليس هناك دليل على التجسس غير الشرعي من قبل الحكومة الإسبانية ضد المجتمع المدني الكاتالوني”، مضيفا أن الخبراء الأمريكيين في الأمن المعلوماتي سيواصلون دحض هذه الروايات الكاذبة وتسمية هذه الدولة بـ”الأنظمة الاستبدادية” واتهامها بالتجسسن.

وزاد قائلا: “أعتقد أنه في النهاية أنه يجب تقديم منظمات مثل منظمة العفو وسيتيزن لاب إلى العدالة، لأنهم ينظمون معارك بين دول ويتهمون دولة بالتجسس على دولة أخرى ولا يوجد دليل على ذلك”، مبرزا بالقول: “إنهم يخلقون توترات زائفة وغير ضرورية بين الدول الصديقة”.

وسلط الخبير الأمريكي في الأمن المعلوماتي، “جوناثان سكوت”، الضوء على الاختلالات المنهجية والعلمية التي انطوت عليها المقاربة المعتمدة من قبل سيتيزن لاب، أمنيستي أنترناسيونال، وفوربيدن ستوريز، والتي أفضت الى اعتماد خلاصات هي أقرب الى جنس الادعاء منه الى العلم، في ما يخص استخدام البرنامج من قبل بعض الدول.

وكان سكوت، الذي نشر في 18 فبراير تقريرا عن الموضوع قد أبرز أن مزاعم سيتيزن لاب “لا تستند على أي أساس” و “تفتقر حتى الى العناصر الأولية التي يمكن أن تشكل دليلا علميا”، من جهته، قال المحامي الأمريكي في هيئة نيويورك، تور إيكلاند، إن هذه الحجج المزعومة التي قدمتها الهيئات المذكورة غير قابلة للدفع بها لدى حكومة فدرالية أمريكية.

وتفجرت فضيحة التجسس على هاتف سانشيز ماي العام الماضي، ما دفع أحزاب المعارضة الإسبانية إلى اتهام الرباط بالوقوف وراء ذلك بسبب تزامن حادث التجسس مع الأزمة الدبلوماسية العنيفة بين المغرب وإسبانيا التي اندلعت في وقت سابق، كما اتهمت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، ارانتشا غونزاليس لايا، بدورها المغرب بأنه قام بـ"عمليات تنصت" في 2021.

وكان المغرب، قد اتُهم صيف 2021 باستخدام بيغاسوس بعد تحقيق مكثف أجرته مجموعة تضم 17 وسيلة إعلام دولية، وهو ما نفته الحكومة المغربية مشدّدة على أنها مجرد "مزاعم كاذبة لا أساس لها من الصحة"، ما دفعها إلى رفع دعوة ضد متّهمين المملكة بالتجسس من بينهم صحافي إسباني يدعى إغناسيو سمبريرو غير أن القضاء الإسباني رفضها.