كشف مصدر حكومي في حديث مع "بلبريس" بأن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، عاد إلى المغرب ليلة أمس الخميس بعد مشاركته في اشغال الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك بتكليف من الملك محمد السادس، مضيفا بان رئيس الحكومة سيعقد بداية من صبيحة اليوم الجمعة 27 شتنبر 2019، لقاءات مع زعماء الاغلبية الحكومية لإطلاعهم على الهندسة الحكومية والإستماع لمقترحاتهم حول المناصب الحكومية التي يرغبون الحصول عليها فيما تبقى من الولاية الحكومية الحالية.
وأضاف المصدر ذاته، بأن العثماني سيستقبل أحزاب الاغلبية الحكومية اليوم الجمعة، سعيا منه للتسريع من وتيرة حسم خطوة التعديل الحكومي، بعد الاستفسار الملكي له حول التوجيهات التي جاءت في خطاب عيد العرش الاخير، حيث سيحاول العثماني قدر الإمكان حسم الخطوة، بأقل الخسائر الممكنة، وأولها عدم التفريط بحليفه حزب التقدم والإشتراكية.
هذا، وبشكل جماعي، ترن هواتف زعماء أحزاب الاغلبية الحكومية منذ صبيحة اليوم الجمعة، دون مجيب،حيث لم تستبعد مصادر "بلبريس" وجود إتفاق بين رئيس الحكومة وزعماء الأحزاب المتحالفة في النسخة الحالية، بالتستر على الجولة الثانية والحاسمة من المفاوضات، خوفا من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الهياكل التنظيمية للأحزاب المعنية بالتعديل الحكومي.
على كل رئيس الحكومة يسارغ الزمن ويواجه العواصف السياسية من داخل حزبه ومن الاغلبية الحكومية، اضافة الى ضغط الاستفسار الملكي عليه حول مآل التوجيهات الملكية الواردة في خطاب عيد العرش، لذى يمر رئيس الحكومة من وقت عصيب خوفا من وقوع أي بلوكاج قد تكون تكلفته السياسية باهضة عليه وعلى حزبه ،مما سيفرض عليه قبول بعض شروط احزاب الاغلبية خصوصا شروط حزب التجمع الوطني بقيادة الرجل القوي عزيز اخنوش الذي سيتفاوض مع رئيس الحكومة تحت غطاء تحالف رباعي مكون من احزاب الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والاتحادالاشتراكي، هذا التحالف الخفي/ الظاهر يخيف كثيرا رئيس الحكومة الذي اصبح يتقن جيدا فن المناورات السياسية خصوصا امام تحالف فيه مناور كبير اسمه ادريس لشكر الذي تقوى من خلال تحالفه مع اخنوش رجل المرحلة الحالية .