فؤاد زويريق ينتفض ضد “بطولة الصدفة”: من سمح للتفاهة باعتلاء الشاشة؟

في تدوينة مثيرة للجدل نشرها على حسابه الشخصي بموقع “فايسبوك”، وجّه الناقد السينمائي المغربي فؤاد زويريق انتقادات لاذعة لبعض صناع السينما والدراما في المغرب، متهما إياهم بارتكاب ما وصفه بـ”الخطيئة الكبرى” في حق الفن السابع والفن الدرامي، وذلك عبر إشراك أسماء من خارج المجال الفني الحقيقي، على رأسهم بعض الراقصات والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال زويريق إن هذه الممارسات، التي تتم عن سبق إصرار وترصد على حدّ تعبيره، ساهمت بشكل مباشر في تشويه صورة الفن والممثلين لدى الجمهور، بعدما أصبح المتلقي يربط تلقائيا بين تَفاهة بعض المحتوى المنتشر على منصات مثل “يوتيوب” و”تيك توك”، وبين الأعمال السينمائية والدرامية التي تضم نفس الوجوه التي تعوّد على انتقادها ورفضها.

وأبرز زويريق في تدوينته أن تكرار هذه الظاهرة ولّد لدى الجمهور موجة من السخط العارم، حيث باتت التعليقات القاسية والألفاظ النابية تلاحق كل من يظهر في عمل فني مغربي، دون تمييز بين ممثل محترف وآخر قادم من عالم التفاهة الافتراضية، ما دام الاثنان يشتغلان جنبا إلى جنب في نفس الأعمال.

واستدل الناقد السينمائي بمثال حيّ شاهده بنفسه على موقع “فايسبوك”، حيث صادف مقطع فيديو لعمل فني مغربي تشارك فيه راقصة معروفة، قائلا إن جميع التعليقات كانت عبارة عن سبّ وشتم وانتقادات لاذعة، طالت ليس فقط هذه الراقصة، بل امتدت إلى كل من ظهر معها في العمل، بل وإلى العمل الفني برمته.

وحذر فؤاد زويريق من خطورة هذا المسار، معتبرا أن إدماج أصحاب المحتوى التافه في الإنتاجات الفنية أضر كثيرا بصورة الفن المغربي، وعمّق الفجوة بينه وبين الجمهور، الذي أصبح يرى التلفزيون والسينما مجرد امتداد لمواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وجد نفس الوجوه التي كان يرفضها هناك، تقتحم عليه شاشته هنا.

وختم الناقد تدوينته بلهجة غاضبة، متسائلا عن هوية أول من ابتدع هذه “العادة السيئة”، التي اختلط فيها التافهون بالممثلين الحقيقيين، معتبرا أن ما يحدث اليوم هو نتيجة مباشرة لهذا الخلط، حيث أصبح الجمهور يعمم احتقاره وسخريته على الجميع، في غياب أي حماية للفن من هذا “التلوث البصري والثقافي”، على حد وصفه.