واصل المخرج المغربي نبيل عيوش حصد الاعترافات الدولية، بعدما تُوّج فيلمه السينمائي «في حب تودا» بجائزة جديدة ضمن فعاليات مهرجان Thessalonique باليونان، حيث نال جائزة «أفضل التزام في الدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة»، في تتويج يعكس البعد الإنساني العميق للعمل.
وعبّر عيوش عن اعتزازه بهذا التقدير من خلال تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة «إنستغرام»، مؤكداً أن لهذه الجائزة طابعاً خاصاً، لكونها تحتفي برسالة محورية يحملها الفيلم، والمتمثلة في الدفاع عن كرامة الإنسان، باعتبارها قيمة أساسية لا تنفصل عن السرد السينمائي للعمل.
وأشار المخرج إلى أن الفيلم يسلّط الضوء على واقع فئة غالباً ما تعيش على هامش الاهتمام المجتمعي، مستحضراً معاناة الأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال شخصية الطفل الأصم التي أدّاها الطفل جود الشميحي، والتي عكست، بأداء مؤثر، الإكراهات اليومية والتحديات الإنسانية التي يواجهها هؤلاء داخل المجتمع.
![]()
ويقدّم فيلم «في حب تودا» حكاية امرأة تحمل حلماً فنياً وإنسانياً كبيراً، إذ تطمح إلى أن تصبح «شيخة» تغني دون خوف أو خجل أغاني المقاومة والحب والتحرر، المتوارثة عبر الذاكرة الشعبية، غير أن واقعها الاجتماعي القاسي يفرض عليها مساراً مليئاً بالعقبات والانكسارات.
وتجد بطلة الفيلم نفسها مضطرة للغناء في حانات قريتها الريفية، حيث تواجه أشكالاً متعددة من الإهانة وسوء المعاملة، قبل أن تصل إلى لحظة حاسمة تقرر فيها قلب الصفحة، وترك ماضيها خلفها، متجهة نحو مدينة الدار البيضاء، بحثاً عن فضاء أرحب يضمن لها الحرية والكرامة وتحقيق الذات.
ويؤكد هذا التتويج الدولي الجديد المكانة التي بات يحظى بها الفيلم على الساحة السينمائية العالمية، كما يعكس قدرة السينما المغربية على معالجة قضايا اجتماعية وإنسانية حساسة بلغة فنية جريئة، تضع الإنسان في صلب الحكاية، وتفتح النقاش حول قيم العدالة والكرامة والحق في الاختلاف