حققت البطلة المغربية مريم أزرور أرقاما قياسية ونتائج جيدة في المسابقات التي شاركت فيها ضمن ألعاب القوى والعدو الريفي سواء في المغرب أو خارجه، لتسجل اسمها ضمن قائمة العداءات الواعدات على المستوى الدولي.
وبصمت هذه العداءة، التي ولدت في مدينة ميدلت وعاشت في الجماعة القروية تونفيت، على أداء مبهر خلال السنة الماضية والحالية في العديد من الملتقيات، خاصة في الدنمارك وفنلندا والكوت ديفوار، مما أهلها لتصبح من نجوم الفريق الوطني رغم تجربتها القصيرة وعمرها الذي لا يتجاوز ال17 عاما.
وتعتبر مريم أزرور من الاكتشافات الرياضية التي تم التنقيب عنها في إطار عمل المدربين الوطنيين، حيث حظيت باهتمام المدربة فدوى سكاح التي أولت اهتماما كبيرا بها لكونها أبانت عن موهبة وتطلع إلى القمة.
وتنتمي العداءة مريم أزرور، التي أسالت مدادا كثيرا بعد تحطيمها خلال لقاء ريلينغن الدولي لألعاب القوى بألمانيا للرقم القياسي الشخصي والوطني لمسافة 1500 متر، الذي يعد ثاني أفضل رقم عالمي في فئة الناشئين، إلى نادي "بومية العليا" لألعاب القوى الذي يستقطب عدائين من المناطق التابعة لإقليم ميدلت.
وقد بدأت أزرور (ازدادت سنة 2002) قبل ثلاث سنوات مسارها الجديد في ألعاب القوى بالالتحاق بأكاديمية محمد السادس الدولية لألعاب القوى بإفران من أجل الاستفادة من التداريب المكثفة وفق برنامج عملي يزاوج بين الجانب التدريبي والتعليمي.
ميولها نحو تحقيق نتائج جيدة والحصول على المراتب الأولى وانضباطها في التداريب، جعلها تكسب مكانا في المجموعة التي يمكن الاعتماد عليها في التظاهرات الدولية لتمثيل المغرب بشكل جيد، لاسيما أنها احتلت مراتب متقدمة في جميع الملتقيات الوطنية الفيدرالية بعد الالتحاق بالأكاديمية.
وأشر التحاقها بالأكاديمية برسم موسم 2015-2016، حيث كانت تدرس في السنة التاسعة إعدادي، على بزوغ عداءة كبيرة في ألعاب القوى الوطنية، بفوزها في جميع السباقات الوطنية الفيدرالية سواء في العدو الريفي أو مسافة 1500 متر.
وبدأ العمل يعطي ثماره بعد أن احتلت في سنة 2015 المرتبة الثانية في مسابقة العدو الريفي برسم البطولة المدرسية المغاربية التي نظمت بتونس، لتحقق في السنة الماضية نتيجة مشرفة باحتلالها المرتبة الثانية في أول ظهور لها كعداءة في بطولة العالم المدرسية للعدو الريفي بباريس.
وشجعت هذه النتئج العداءة مريم أزرور على اتباع نفس إيقاع التباري على المراتب الأولى من أجل الاحتفاظ بمكانتها كبطلة للمغرب في العدو الريفي لثلاث سنوات متتالية.
وبصمت على مشاركة متميزة خلال السنة الماضية ضمن منافسات البطولة الافريقية للعدو الريفي للشابات بالجزائر، وتمكنت من الفوز بسباق 1500 متر ضمن البطولة العربية التي احتضنتها الأردن.
وعززت مكانتها خلال سنة 2018 بمشاركة نوعية في بطولة العالم للشباب لألعاب القوى بفنلندا، وهي مرحلة هامة في تجربتها الرياضية على المستوى الدولي والعالمي.
وشكلت البطولة الافريقية التي أقيمت بالجزائر والمؤهلة للألعاب الأولمبية للشباب ببوينس آيرس واحتلالها المرتبة الرابعة ضمن سباق 1500 متر، محكا هاما ضمن مسيرتها الجديدة، حيث سجلت حضورا مميزا في بوينس آيرس (احتلت المرتبة الخامسة عالميا) متوجة بذلك مسيرتها في موسم 2017- 2018 الحافلة بالعديد من الإنجازات التي تؤشر على قدوم بطلة جديدة وواعدة في ألعاب القوى المغربية.
وشاركت خلال السنة الجارية بفعالية في بطولة العالم للعدو الريفي بالدنمارك (29 مارس)، لتسافر بعدها إلى الكوت ديفوار للمشاركة ضمن الفريق الوطني في البطولة الافريقية لتفوز بالميدالية الذهبية لمسافة 1500 متر وتبدأ موسمها بالتألق على المستوى القاري.
وقالت العداءة مريم أزرور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها تطمح إلى أن تصبح بطلة أولمبية وتحتل المراتب المتقدمة على المستوى العالمي في المسابقات التي تشارك فيها ضمن ألعاب القوى والعدو الريفي.
وأشارت أزرور إلى أنها ترغب في أن تمثل المغرب بشكل جيد في جل المحافل الرياضية الدولية، معبرة عن شكرها لمدربتها والجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى على المجهودات التي يبذلونها من أجل تطوير ممارستها لرياضتها المفضلة.
من جهتها، أكدت مدربتها في أكاديمية محمد السادس الدولية لألعاب القوى بإفران، فدوى سكاح، في تصريح مماثل، أن العداءة مريم أزرور تتسم بالجدية والمثابرة في تداريبها.
واعتبرت سكاح، التي بدأت العمل لدى الجامعة في سنة 2011، أن "نتائجها الجيدة لم تأت من فراغ، بل من خلال التضحيات التي تقدمها، خاصة أنها تتدرب وهي بعيدة عن عائلتها وأسرتها الصغيرة".
وأضافت أنه يتم تلقين العدائين الواعدين في الأكاديمية المبادئ الكبرى للتنافس الرياضي، وطرق الاعتماد على النفس وبناء الشخصية، معتبرة أن الرياضي الواعد يحتاج إلى أن تقدم له المساعدة على جميع المستويات الاجتماعية والتربوية والأسرية مع تشجيعه على المزاوجة بين الدراسة والرياضة.