لم يكن الأمر هينا ولا سهلا كما يبدو عليه الحال كما لم يكن صعبا على الناخب الوطني وليد الركراكي، حينما تم تعيينه ليقود المنتخب المغربي في كأس العالم لسنة 2022 في ظرف وجيز، ليحقق إنجازا تاريخيا افتقدته الجماهير المغربية لمدة 36 سنة منذ تأهلها في دور المجموعات سنة 1986.
هكذا أتى وليد الركراكي إلى تدريب الأسود، على بعد أقلّ من ثلاثة أشهر من انطلاق المونديال، وبالتالي كانت مهمة صعبة تنتظره لتحقيق إنجاز طالما تمناه المغاربة. مع ذلك نجح في تحقيق تعادل وفوز ثمينين في دور المجموعات، ضد كرواتيا وبلجيكا وكندا ، واعداً كذلك بتخطّي عقبة المباراة المقبلة في ثمن نهائي كاس العالم.
ولم يسبق لأي مدرب محلي أن حظي بهذا الإنجاز، علما أن المدرب المغربي الوحيد الذي قاد الأسود في نهائيات كأس العالم، كان المرحوم عبد الله بليندة، في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994، خرج آنذاك المغرب من دور المجموعات بدون تحقيق أي انتصار.
ورغم قصر المدة إلا أن المدرب وليد الركراكي صاحب فكر ذكي وداهية كروية قام بعمل الكثير ومنها التجانس وصنع إنجاز مدعوما ومعتمدا على الإهتمام الرسمي والمتابعة لكل التفاصيل الخاصة بالمنتخبات والإهتمام بالفئات والمراجعة والتقييم المستمر.
ولم ينسى الناخب المغربي إضافة لمسته الخاصة في نفوس اللاعبين من خلال توفير الأجواء الأسرية لهم وإحضار أولياء أمورهم وشحن اللاعبين بالطاقة والروح القتالية والرجولة والفداء الذي نلمسه في الأداء والغيره على الشعار والعلم واسم الوطن.
وكان اسم وليد الركراكي متداولا لقيادة المنتخب المغربي حتى قبل إقالة وحيد خليلوزيتش، بسبب الموسم الناجح الذي قضاه مع نادي الوداد البيضاوي، إذ نجح في قيادة الفريق إلى التتويج بلقبَي الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا، بجانب التأهل للمباراة النهائية لبطولة كأس العرش المغربي، إضافة إلى تحقيقه لقبَي البطولة والكأس مع نادي الفتح الرباطي، الذي دربه قبلها لست سنوات.
اختيار الركراكي لقيادة المنتخب، مثل لحظة ارتياح واستحسان للجمهور المغربي، خاصة بعدما عمل على إعادة الإعتبار لعدد من اللاعبين المغاربة المميزين، مثل حكيم زياش، عبد الرزاق حمد الله، نصير المزراوي، وأمين حارث، ليكونوا ضمن العناصر المغربية، التي ستتشرف بخوض ثاني نسخة لنهائيات بطولة كأس العالم، بعدما سبق للفريق الوطني التواجد في مونديال روسيا 2018.
نعم المنتخب المغربي، وبقيادة وليد الركراكي والمصنف 23 كرويا تصدر مجموعة قد يجوز تسميتها بـ "مجموعة الموت" فقد ضمت وصيف العالم في النسخة الماضية كرواتيا صاحبة المركز 15 في تصنيف الفيفا و بلجيكا المصنف الثاني و صاحب المركز الثالث في مونديال 2018.