في طريق نهضة بركان نحو لقب الكونفدرالية..هل تنسحب سياسة الجزائر أمام خريطة المملكة؟

في كرة القدم، كما في السياسة، هناك مباريات تُلعب داخل المستطيل الأخضر، وأخرى تُحسم في الكواليس.

هكذا أضحى الحال كلما تعلق الأمر بفريق نهضة بركان، الفريق المغربي الذي أصبح أكثر من مجرد نادٍ رياضي، بل بات رمزًا لمعادلة معقدة تجمع بين التنافس الكروي والمواقف السياسية، بسبب قميصه الذي يحمل خريطة المملكة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة الفرق الجزائرية في كأس الكونفدرالية الإفريقية.

قرعة ربع نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية وضعت فريق نهضة بركان في مواجهة صعبة أمام العملاق الإيفواري أسيك ميموزا، في لقاء يعد بالكثير من الإثارة. لكن الأنظار لا تتجه فقط إلى هذا النزال، بل إلى ما يمكن أن يحدث في الدور نصف النهائي، حيث قد يجد الفريق المغربي نفسه مجددًا في مواجهة مع أحد الأندية الجزائرية، إما اتحاد العاصمة أو شباب قسنطينة.

المشهد ليس جديدًا، فقد كان لهذا السيناريو نسخة سابقة في كأس الكونفدرالية 2024، عندما قرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم إجبار اتحاد العاصمة على الانسحاب أمام نهضة بركان، بسبب ارتداء الفريق المغربي قميصه الذي يحمل خريطة المملكة المغربية كاملة.

انسحاب وصفه الكثيرون بأنه كان قرارًا سياسيًا أكثر منه رياضيًا، ما منح بركان بطاقة العبور إلى النهائي، قبل أن يخسر اللقب أمام الزمالك المصري.

كرة القدم الإفريقية ليست بمعزل عن الحسابات السياسية، والجزائر والمغرب يعيشان منذ سنوات توترًا دبلوماسيًا انعكس بشكل واضح على الملاعب، خاصة في المسابقات القارية.

النهج الجزائري في التعامل مع نهضة بركان لم يكن موقفًا "رياضيا-سياسيا" معزولًا، بل يأتي في سياق متصل بقرارات سابقة، مثل الانسحاب من المشاركة في بطولة إفريقيا للجمباز أو رفض لعب بطولة إفريقيا لكرة اليد في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

داخل المستطيل الأخضر كما خارجه، هذا التوتر السياسي جعل من نهضة بركان “شبحًا مخيفًا” للأندية الجزائرية، ليس فقط على المستوى الفني، بل أيضًا على مستوى رمزيته السياسية.

أمام نهضة بركان بقميصه المرضع بالخريطة المغربية، أضحت الفرق الجزائرية تجد نفسها أمام خيارين: المواجهة والقبول بالمعطيات الرياضية، أو الانسحاب وتأكيد أن السياسة باتت تتحكم أكثر من الكرة في قراراتها.

وسط كل هذا الجدل، تبقى مهمة نهضة بركان واضحة: الفوز على أسيك ميموزا أولًا، والتقدم خطوة نحو اللقب القاري الذي ضاع منه الموسم الماضي.

فهل سنشهد مجددًا سيناريو الانسحاب الجزائري، أم أن السياسة ستتراجع هذه المرة لصالح الرياضة؟