نادلات المقاهي الشعبية..تحرش وعنف ووصم وساعات عمل طويلة مقابل "دريهمات"

في السنوات الأخيرة، تزايد عدد الفتيات اللواتي اخترن أو فرضت عليهن الأوضاع الاجتماعية الصعبة الاشتغال كنادلات في المقاهي والمطاعم الشعبية، مهنة مضنية تعمق جراحهن وتجعلهن فريسة سهلة للتحرش والابتزاز بشكل مستمر سواء من الزبائن أو أرباب العمل، فتيات وجدن أنفسهن بين مطارق العنف بجميع أنواعه والفقر والأمية، والظروف العائلية، وسندان "الوصم"، فالمجتمع ينظر إلى النادلة على أنها "عاهرة" تستعمل جسدها لجذب الزبائن واستدراجهم لكسب أموال إضافية.

أجر منخفض وساعات عمل طويلة دون عقد ولا تصريح بالأجر، وتأدية أكثر من عمل، فالنادلة في المقاهي الشعبية غالبا ما تجد نفسها مسؤولة عن نظافة المرحاض وتقديم طلبات الزبائن وتنظيف القاعة صباحا ومساء، إضافة إلى أنها مطالبة بالاعتناء بمظهرها ورسم الابتسامة على شفتيها طوال الوقت، ومجاراة الجميع للحفاظ على مصدر قوتها، فهي مهددة بفقدان عملها في أي لحظة ولأتفه الأسباب، فكيف تنامت هذه الظاهرة، وما أهي أبشع مظاهر الاستغلال لهذه الفئة الهشة؟ وهل يمكن تغيير أوضاع هؤلاء النسوة؟

بين تعب العمل والتحرش..نحس بالظلم

تقارب الشمس على الغروب، وحركة المارة أصبحت أكثر نشاطا، فيما اختار رواد المقاهي بحي السلام الإضافي، حجز مقاعدهم كالعادة، مقاهي تصطف الواحدة جنب الأخرى، بستيلات متقاربة، واللافت للانتباه هو عدد الفتيات اللواتي يشتغلن كنادلات، سراويل جينز ضيقة، و "البوني” يشد خصورهن، وهو قطعة من التوب الأسود يربط مع الحزام، يتوسطه جيب بسلسلة صغيرة لوضع النقود، ينتقلن بخفة ورشاقة بين طاولات الزبائن.

ولمعرفة الكثير حول وضعيتهن، تحدثنا إلى بعض الفتيات اللواتي يشتغلن بمقاهي مختلفة بالمنطقة، وبعد تردد كبير وحذر شديد، أخبرتنا فاطمة (اسم مستعار) أن :" العمل ك "كارصونة" ليس سهلا، إنه عمل متعب والمدخول ضعيف، فأنا أتقاضى 1500 درهم شهريا، ولولا وضعيتي الاجتماعية وقلة فرص التشغيل لفتاة مثلي لما استحملت العمل هنا، فأغلب النادلات هنا لا يتوفرن على مستوى تعليمي وبعضهن لم يلجن المدرسة قط، (تبتسم) مثلي أنا".

وأضافت فاطمة وهي تلتف يمينا ويسارا كانها تتأكد ان لا أحد يرمقها وهي تتحدث إلينا، :" جئت إلى سلا لأبدأ حياة جديدة وما كنت أتصور أنها ستكون بهذه القساوة، فأسرتي تقطن بقرية قريبة من سلا، وبعد طلاقي وانا في سن 22 سنة كان لا بد وأن اتحمل مصاريفي وأساعد والدي".

أما نجوى (اسم مستعار) التي تشتغل بحي الرحمة بسلا، فلم تترد في القول :" أشتغل كنادلة لمدة تفوق 8 سنوات، وانتقلت بين العديد من المقاهي والمطاعم الشعبية بسلا، وقابلت العديد من الزبائن بمختلف طرق تفكيرهم، وأصبحت أعرف جيدا كيف أتعامل مع كل واحد مهم، فالعديد منهم يعتقد أني لقمة سهلة، وعندما يحاول استدراجي، يعرف أن الأمر ليس كما يعتقد، فالعديد من الكارصونات يتعرضن للترحش بشكل يومي، منهن من تصمت ومنهن من تختار الانزواء بعيدا والبكاء ثم مغادرة العمل أو العودة لتلقي الطلبات كأن شيئا لم يكن، لكن أهم شيء هو موقف صاحب المقهى، فإن لم يكن صارما في هذه المواقف فالأكيد أن الزبائن سيتمادون في التحرش بالنادلات".

وتضيف نجوى بصوتها الناعم، وقد اختارت تغيير لون شعرها إلى الأشقر، ووضعت الكثير من مساحيق التجميل لاخفاء ملامحها المتعبة:" أتقاضى 800 درهم للشعر وأشتغل بالتناوب، يبدأ دوامي من الساعة 6 صباحا وينتهي في 2 بعد الزوال، أو من الساعة 2 زوالا إلى منتصف الليل، وألاحظ أن زملائي الرجال دائما يتقاضون أجرا أكثر منا نحن النساء، وعندما تساءلت عن الأمر أجابني "الباطرون" بأن النساء يستطعن الحصول على اكراميات سخية من الزبائن عكس الرجال".

وعن طريق نجوى، التقينا صديقتها ابتسام، وهي الأخرى لم تكن راضية عن المهنة التي تزاولها لمدة 4 سنوات:" لا يكفينا التعب ومجاراة الزبائن وأٍباب العمل، فالمجتمع لايرحمنا، فالفكرة السائدة أننا منحرفات وبائعات الهوى، ونستغل العمل مع الرجال لاصطيادهم وممارسة الدعارة وكسب المال، فلو كان الأمر كذلك لذهبنا إلى الحانات والمراقص، وعوض 10 ساعات وأكثر التي نقضيها ونحن ننظف المراحيض ونكنس ونمسح الأرضيات، وعموما الرجل المغربي عندما  يعرف أنك كارصونة يفكر في استغلالك جنسيا فقط وعند مطالبته بالارتباط، يتحجج انه اسرته لن توافق على زواجه من نادلة ".

وتستطرد ابتسام وقد تحشرج صوتها:" هنا بسلا، واعتقد أن الأمر ذاته بالعديد من المدن المغربية، يختارون الكارصونات بمواصفات معينة وليس لكفاءتها أو تجربتها أو حسن سيرتها ومستواها الدراسي، فالأهم أن تكون صغيرة في السن ولديها جسم ممتلئ، كما يقال "هازة"، وملامح وجها جميلة ولاتظهر على جسدها أي ندبة".

بعيدا عن سلا، توجهنا  إلى العاصمة الاقتصادية، وبأحد الأحياء الشعبية بكازا، قابلنا نورة، شابة سمراء في منصف عقدها الثاني، ذات ملامح شاحبة يغطيها بريق شعرها الأسود الأملس، وجسم ممشوق، وبصوت مخملي تتحدث عن قصصها منذ ان اختارت لها الأقدار - حسب قولها- أن تعمل كنادلة في أماكن مختلفة بالدار البيضاء:" تعضرت للتحرش مرارا وتكرارا من الزبائن الذين يرتادون المقاهي الشعبية التي كنت أعمل بها، غالبتهم كانوا عاطلين عن العمل ولا شغل لهم سوى التطلع بمؤخرتي، الأمر كان يضايقني جدا، لكنني لا أرد على أحدهم إلا أذا قال كلمة جارحة أو مد يده ليلمس جزء من جسدي، فالمرأة هي الحلقة الأضعف".

وتستطرد نورة:" كنت أشتغل بإحدى المقاهي سابقا، وكنت أتعرض للتحرش من "الباطرون" أمام أنظار زميلاتي، وكان يعفيني من الكثير من الأعمال، وفي يوم أتت زوجته وصفعتني وطردتني، أحسست بظلم كبير وإهانة، فإحدى زميلاتي أخبرتها أنني على على علاقة بصاحب المقهى، ولكن لو كنت متعلمة لاشتغلت بفندق راقي أو مطعم مرموق بعقد".

تشغيل الفتيات كنادلات أصبح موضة

كان لابد من طرح بعض الأسئلة على الطرف الآخر، أي أصحاب المقاهي، لكن المسيرين رفضوا الحديث عن الأمر، واكتفوا بالقول " حنا معندناش هادشي كولشي مقاد وسولو البنات"، إلى أن توصلنا إلى سيمو، وهو شاب في عقده الثالث، وعمل كمسير بإحدى المقاهي الشعبية بالرباط، وعند تأكده أننا لا نحمل أي كاميرا للتصوير، قال:" يفضل أصحاب المقاهي والمطاعم الفتيات لجلب الزبائن، فكلما كانت لديك كارصونة "قرطاسة" كلما امتلأت المقهى بالزبائن، فضلا على أن تشغيل الفتيات كنادلات أصبح موضة،  أما الذكور، فالأمر صعب، لأنهم يجلبون المشاكل ويمكن أن يتعاركوا مع الزبائن أو أرباب العمل لأبسط الأسباب، اما بخصوص الأجور المنخفضة فالنادل يعول على الاكراميات وهذه الأجرة متقاربة في جميع أنحاء المغرب، ولكل مدينة خصائصها".

وسألنا عبد الرحمان (45 سنة) حارس سيارات بالرباط حول رأيه في الموضوع، وهو من مرتادي المقاهي الشعبية في المنطقة التي يقطن فيها، فقال دون أن يستغرق وقتا للتفكير وهو يمط شفتيه:" المرأة مكانها البيت معززة مكرمة، ومن ليس لديها معيل فيجب أن تشتغل في مهن محترمة كمعلمة أو ممرضة، ومن لم تتعلم فلتشتغل في مكان لا يطوف حولها الذكور، فعمل النادلة في مقهى شعبي يشبه عمل الحانات الليلية، ومن اختارت هذا العمل عليها تحمل كل شيء، والرجل عندما تمر بجانبه نادلة بسروال ضيق فمن الطبيعي ان تحرك غرائزه، لا اعرف كيف أوضح الأمر ولكن لا يجب ان تشتغل المرأة كنادلة ".

أما رقية، وهي أم لطفلتين، تعمل كخياطة، في عقدها الخامس وتسكن بالدار البيضاء، فترى أنه :" الله يحسن العوان، أنا أتعاطف مع هؤلاء النسوة، فالحاجة والفقر ما رمى بهن إلى مثل هذا العمل، لهذا أنصح الفتيات دائما بالدراسة والاجتهاد لاننا في غابة والوحوش تحوم لاصطياد الفريسة السهلة، وسلاحنا هو التعلم، أعرف المضايقات التي تعيشها النادلات ولكن لايوجد بديل، أين هو الشغل أصلا في أيامنا هذه".

أما مصطفى وهو مهندس معلوميات، فيقول:" من خلال معرفتي بالنساء اللواتي يشتغلن كنادلات في المقاهي الشعبية، فجلهن يعلن أسرهن المعوزة أو مطلقات يشتغلن لإعالة أطفالهن، وغالبا ما يكن المعيل الوحيد، لهذا فهن يعانين من الهشاشة، كما أنهن يتشغلن في مكان تسوده الميزوجينية والعقلية الأبوية، التي تحمل نظرة دونية للمرأة وهذا ما يعطي الشرعية للزبون في التحرش، وحسب ما لاحظت ليس هناك تحرش مباشر، لكن من ناحية المشغل فالأكيد أنه يمارس عليها السلطوية والعنف المادي والمعنوي، ومحيط المقاهي الشعبية غالبا ما يعرف نوعا من العنف، لهذا تجد أن أغلب النادلات اللواتي يستمرن في العمل في هذه البيئة هن من استطعن التأقلم بسرعة وفرضن وجودهن، ويفضل أصحاب المقاهي عموما تشغيل النساء لان ووجودهن يلطف الأجواء، وهناك ملاحظة أخرى وهي أن نوعية اللباس الذي يرتدينه مقصود وليس اختيار العاملات، الأمر الذي يعتبر عنفا وتمييزا ضدهن".

النظرة المجتمعية إلى النادلات تمييزية وجنسية

ويرى حسن بنزاكور، المتخصص في علم النفس الاجتماعي، أن :"الحديث عن نادلات المقاهي الشعبية في المغرب ، هو الحديث من الناحية السوسيولوجية عن ما نسميه الإقتصاد غير المهيكل ، وبالتالي القاسم المشترك بين النادلات  وسواهن ، ممن يشتغلن بدون ما نسميه الأوراق الرسمية ، وكما يقولون المغاربة "خدام بلا وراق"، يفيد أنه يتعرض لكل ما يمكن أن يشكل ضغط نفسي و تهديد اقتصادي ؛ ضغط نفسي لأنه يكون تحت رحمة الطرد في أي لحظة ، وبالتالي هذا ما يجعله يعيش نوع من الخوف وغياب الجرأة ، وغياب المطالبة بالحقوق ،والتهديد الإقتصادي ،الذي يكون نقطة ضعف ثانية ، وهو عدم تمتعه بالقدرة على المطالبة في التسجيل بsnss ,وفي التقاعد ، و انعدام القدرة على التوجه إلى رب العمل ،لأنه لا يتوفر على عقد عمل ، وهذه كلها قواسم مشتركة بين ما نسميه الإقتصاد الغير مهيكل" .
بالإضافة للنوعية التي تخص مجال عمل النادلات ، يضيف بنزاكور، وهي ملاحظة بالعين المجردة من خلال تجربتي الشخصية ،ومروري ببعض المقاهي التي يشغل فيها هؤلاء العاملات ، أول ملاحظة ، أنه يفرض عليهم طريقة لباس خاصة ،ومثيرة، ولا أدري لماذا؟ مع أن النادل يفرضون عليه زي رسمي بشكل معين ، قميص و سروال ، بمعنى أنه منذ البداية يوجد تمييز جنسي خطير جدا ، يميل إلى الإثارة أكثر مما يميل إلى احترام خصوصية المرأة ، البعد الثاني،وهذا ماورد في سؤالكم من خلال تصريح بعض النادلات، أن النادلة عندما يفرض عليها صاحب المقهى هذه الصورة ، فطبعا فهي تثير من حيث شكل المباشر للعلاقة ، تثير هذه الهواجس المرضية الجنسية عند البعض ، او مانسميه الإستيهامات ، فبدل أن يكون لديه احترام للمهنة ، يرى فيها شكلها الجسدي وقوامها ،عوض أن يرى فيها انسانة عاملة ،مكافحة ، تكافح من أجل درهمين أو ثلاث.

ويضيف المتخصص في علم النفس الاجتماعي:" فهذا المعطى يؤكد بالدليل أن النظرة ،لا زالت نظرة تمييزية، جنسية ،ولا زالت احتقارية ، ولهذا عندما نجد هذه الصورة ، ونرى أن الحكومة الجديدة استطاعت المرأة أن تدخلها بقوة ،حيث بلغتن 7 وزيرات ، يظهر أن المغرب لا زال بسرعتين ، سرعة للناس الذين فعلا أصبحوا مواطنين كاملي المواطنة ، ويمتعون بكامل حقوهم ، وهناك نساء يخضعن للظروف التي لازالت تحكم وتحكمها عقليات ذكورية ، واستهامات جنسية ،واقتصاد غير مهيكل يستغل ويشرب من دماء الفقراء ، بالإضافة إلى سكوت المسؤولين ، لأن إذا كان ما نسميه مشروع جلالة الملك للتغطية الصحية ، بما فيها القطاع الغير مهيكل، فلماذا إلى الآن لم يتم تنزيل هذه التغطية ؟ لماذا هناك تعثرات ومخاوف ؟!

وهذا هو العنصر الرابع ، عقلية الإنسان الذي يشتغل بالقطاع الغير مهيكل ، وأخص به أرباب المقاهي ومن في طينتهم ، لا زالت عقلية لا تعترف بالحقوق في العمل ، والإعتراف بإنسانية الإنسان ، وهذا ما يكرس ذلك الضغط والإستغلال البشع ، بالإضافة كما قلنا الجانب الجنسي، يضيف المتحدث ذاته.

ويشير بنزاكور إلى :"وفيما يخص سؤالكم للوسم الذي يتبع النادلات، فهي ليست أول مرو توسم المرأة في خروجها للعمل بهذه الأوسام (العاهرة ،بائعة الهوى ... )، أتذكر جيدا في القرن الماضي ،في التسعينات ،أن المرأة الحلاقة، الجميع اعتبرها عاهرة ، لماذا ؟ لمجرد  وجها للعمل ، حتى أن العاملات في المعامل ، يلقبونهن ببنات الوزينات ،والعاهرات ، هن أيضا وسمن بنفس الوسم ،فهي مسألة أعتقد أنها صحية ، وهذا ما ستجدونه غريب ،صحي لماذا ؟ لأن ذلك المكبوت الذي يصاحب بعض العقليات القديمة والمتحجرة ،يفجر بهذه الطريقة ، يمكن أن يشتم ولكن في أخر المطاف ، المرأة تخرج للعمل ،وتجد لها مكانة ، وتفرض حضورها وتطالب بحقوقها ،وبالتالي صياح المكبوتين لن يهتم به أحد ، دع القافلة تسير ، فلندعهم يصيحون كما يريدون ، ولكن ما لايجب سكوت عنه ، هو أن تهضم هذه الحقوق ،وتستغل النادلات، وأن تمس حرمتهن الجسدية ،وأن يضغط عليهن بطريقة غير مشروعة ولا عقلانية فيما يخص التحرش الجنسي ،هنا يجب أن يقوم المجتمع المدني بواجبه ،وأيضا الجمعيات النسائية ، يجب أن تقف وتدافع عليهن ، لأنه فعلا هناك بالمشاهدة العينية هذه الظاهرة قائمة بالفعل، وهي أقوى بكثير حينما نصل إلى المقاهي الشعبية وأكثر خطورة".

أرقام مندوبية الحليمي تكشف مدى هشاشة وضعية المغربيات

يكفي أن تكتب على محرك البحث "غوغل" النساء والمندوبية السامية للتخطيط، حتى تطلع على الأرقام الرسمية الخاصة بالنساء في المغرب، والتي تظهر مدى هشاشة وضعية النساء بصفة عامة والتمييز والعنف الذي يعشنه.

وفي هذا السياق، أكد بحث صادر عن المندوبية السامية للتخطيط، بأن 6 ملايين و 916 ألف من النساء المغربيات يتكلفن بإعالة أسرهن بنسبة 19.1 بالمائة من العدد الإجمالي للأسر في 2010، وأن نسبة الأسر التي تعيلها امرأة بلغ في سنة 2020، 20.8 في المائة بالوسط الحضري و 16.1 بالمائة بالوسط القروي.

وحسب تقرير آخر للمندوبية صدر في مارس 2021، فإن 16.7% من الأسر المغربية، البالغة 8.438.000 أسرة، مُسيرة من طرف النساء.

وأوضحت المندوبية، أن النساء اللواتي يعلن أسرا تتراوح أعمارهن بين 30 و59 سنة وتمثل هذه الفئة 58.2 بالمائة، نسبة 68.3 بالمائة منهن بدون شهادات، و55 بالمائة منهن أرامل، ونسبة 28.3 بالمائة منهن متزوجات، و10.1 بالمائة منهن مطلقات و6.5 بالمائة عازبات.

وعن المعطيات المتعلقة بالعنف أشار التقرير إلى أن أكثر من نصف النساء تعرضن لشكل واحد على الأقل من العنف، وخلال سنة 2019 عانت أكثر من 7.6 ملايين امرأة، أي 57.1% من النساء على الأقل من شكل واحد من العنف بغض النظر عن الشكل والسياق.

كما أكد تقرير آخر للمندوبية السامية للتخطيط، حول « تحليل حسب النوع الاجتماعي لتأثير جائحة كوفيد-19 على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر»، أن الوضعية المالية للنساء تدهورت خلال فترة الحجر الصحي، بسبب هشاشة وضعيتهن في سوق الشغل.

وأوضح التقرير، الذي أصدرته المندوبية بشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، أنه «عموما، وفي خضم الأزمة، شكلت الأجور مصدر الدخل الرئيس بالنسبة لـ 18 من الأسر التي ترأسها نساء، مقابل 25,5 في المئة من الأسر التي يرأسها رجال»، مشيرا إلى أن هذا الأمر يبقى صحيحا بغض النظر عن وسط الإقامة أو قطاع النشاط أو الفئة المهنية.

وعزا الفرق بين الرجال والنساء إلى «طبيعة المناصب التي تشغلها المرأة، والتي تبقى «أقل أهمية» من تلك التي يشغلها الرجال، لذلك تتم التضحية بهن أولا عند وقوع الأزمة».

وأكد التقرير ذاته أن « النساء أكثر عرضة للتسريح خلال الأزمة، بحكم طبيعة المناصب التي يشغلنها في حالة تماثل قطاعات النشاط». وهي الملاحظة التي ظهرت جلية في قطاع الخدمات، حسب الوثيقة نفسها، إذ صرح 49 في المئة من ربات الأسر و36 في المئة من أرباب الأسر، أن الأجر الشهري هو المصدر الوحيد لدخلهم.

كما أشار تقرير آخر إلى ان معدل البطالة لدى النساء، قد ارتفع ما بين سنتي 2019 و2020 بالوسطين القروي والحضري، حيث انتقل على التوالي من 2,7% إلى 3,9% ومن 21,8% إلى24,8%.

وأفادت المندوبية أن النساء يخصصن 20,8 % من وقتهن اليومي للأعمال المنزلية و5,6% فقط للأنشطة المهنية، في حين يخصص الرجال، على عكس النساء، وقتا أطول للأنشطة المهنية (22,6%) بالمقارنة مع الأعمال المنزلية (3%).

ومع ذلك، تضيف المندوبية، فإن النشاط المهني للمرأة لا يعفيها من مسؤولياتها العائلية، حيث تستمر في تحمل أعباء العمل المنزلي من خلال تكريسها 4 س 18 دقيقة يوميا، بالكاد أقل من ربة المنزل بساعة واحدة و42 دقيقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.