قبل أيام من رفع الحجر الصحي، يسعى أنس أبو الكلام، الأستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش، لاطلاق تطبيق جديد يضمن احتواء انتشار الفيروس دون أدنى مساس بخصوصية المواطنين أو أي توظيف لهوياتهم، يستند إلى مقاربة مختلفة قادرة على رصد المخالطين المباشرين وغير مباشرين المحتمل إصابتهم بالفيروس دون الولوج إلى معلوماتهم الشخصية".
وأوضح أبو الكلام في تصريح ل"بلبريس" أن "الكثير من الدول اعتمدت بالدرجة الأولى على تصريحات المصابين في تحديد المخالطين، بينما قامت دول أخرى بتطوير تطبيقات التتبع المخصصة لأنظمة التشغيل "آبل" و"أندرويد" باستعمال تقنيات Big Data و GPSوBluetooth".
وأكد المتحدث ذاته أنه أجل تطبيق يضمن احتواء انتشار الفيروس دون أدنى مساس بخصوصية المواطنين أو أي توظيف لهوياتهم، يقترح فريق أنس أبو الكلام "تطبيقا جديدا يستند إلى مقاربة مختلفة قادرة على رصد المخالطين المحتمل إصابتهم بالفيروس دون الولوج إلى معلوماتهم الشخصية".
وكشف أبو الكلام أنه رغم استجابة هذه التطبيقات في الغالب لمعايير حفظ خصوصية الأفراد المنصوص عليها، فنسبة استخدامها تظل منخفضة، لضعف ثقة المستعملين فيها، موضحا أنه أصبح بإمكان المشرفين على قاعدة البيانات والمؤسسات التعرف على هويات المعنيين بالأمر ومخالطيهم، وأماكن تواجدهم ومسارات تنقلاتهم.
أبو الكلام، المتخصص في أمن المعلوميات، أشار إلى أن يعمل المغرب يشتغل على ورش تطوير تطبيق "وقايتنا" (Wiqaytna)، لكن نسب استعمال التطبيقين تثير مخاوف المواطنين من الانتهاكات التي قد تمس خصوصيتهم".
ويقوم هذا التطبيق على مبدأ تحسيس المواطنين وتمكينهم من تولي مراقبة مخالطاتهم بأنفسهم، دون إرسال معلوماتهم الشخصية (المخالطين ومسارات التنقل) لأي قاعدة بيانات مركزية، ويستحيل لأي مؤسسة أو أي شخص الاطلاع عليها (في غياب موافقتهم)، يضيف الأستاذ الجامعي نفسه.
ويرتكز التطبيق الجديد الذي يشارك فيه طالبان جامعيان، وصادق عليه خمسة خبراء في مجلة عملية دولية، على مبدأ التتبع الذاتي للمستعملين لحالتهم، عبر الاطلاع على حالة مخالطيهم الصحية (دون معرفة هوياتهم)، ويستطيع كل فرد الاطلاع بصورة دائمة وعلى فترات منتظمة على عدد مخالطاته المباشرة وغير مباشرة مع الأشخاص الحاملين للفيروس حسب المعايير المعتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحية المغربية"، حسب خبير أمن المعلوميات.
وأكد الأستاذ الجامعي أنه لبناء هذا التطبيق اشتغل الفريق العلمي لأبو الكلام على قاعدة "لوجاريتمية" (Logarithme) مكنت من اعتماد هذه المعلومات والإحصائيات لمعرفة نسبة احتمال الإصابة، ولتقييم ضرورة وأولوية إجراء الفحوصات لكل فرد، مع احترام الجانب الحقوقي، ما سيشجع على استعادة ثقة المواطنين، وإقناعهم بالموافقة على استخدامه للمساهمة في التغلب بفعالية على جائحة كورونا".