انتخاب بنشماس .. بين إقبار "الصراع والمناورة" والرهان على "المصالحة والبراكماتية" 

 

حصل  "حكيم بنشماس" الامين العام الجديد لحزب الاصالة والمعاصرة، على 439 صوت من  أصل 536  عضوا  الذين حضروا للدورة الإستثنائية للمجلس الوطني المنعقدة  يوم السبت الماضي بمدينة سلا، رغم أن عدد أعضاء المجلس الوطني يتجاوزون الالف عضو حسب اللائحة التي تتوفر عليها "بلبريس"، مايعني مقاطعة نصف الاعضاء تقريبا بسبب مايطلق عليه "بصراع التيارات والأجنحة" المشكلة للحزب.

وأكدت النتائج النهائية لعملية التصويت "السرية" التي رفضت قيادة الحزب حضور عدسات الكاميرا لمجرياتها بشكل رسمي اسم الربان الجديد  لحزب التراكتور بين سنتي 2018 و2020، حيث صرح  حكيم بنشماس في ليلة إنتخابه، بأنه سيعمل من أجل ما أسماه بـ “المساهمة في حماية المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي من مخاطر الإسلام السياسي والتوجهات الشعبوية".

ومباشرة بعد إنتخاب حكيم بنشماس خلفا لإلياس العماري، بدأت تساؤلات المهتمين والمتتبعين للمشهد السياسي، حول حدوت تغيير جذري في علاقات الحزب مع التنظيمات السياسية الأخرى سواء المتواجدة في المعارضة أو الاغلبية الحكومية، حيث تميزت فترة "الياس العماري" بالمواجهة والصراع خاصة مع حزب العدالة والتنمية في عهد عبد الاله بن كيران.

وفي ذات السياق، كشف الباحث في العلوم  السياسية "رشيد الازرق" بأن "حكيم بنشماس" ليس شعبويا وصداميا إستناذا لتكوينه الأكاديمي لكونه أستاذا جامعيا، بنى مساره داخل المؤسسات الدستورية والمنتخبة، حيث أضاف لزرق في تصريح "لبلبريس" بأن بنشماس شخصية توافقية ويملك "الميكانيزمات" للتحاور مع جميع الفرقاء سواء التيارات المشكلة للحزب داخليا أو مع الفرقاء السياسيين على الساحة الوطنية.

 

ويرى لزرق بأن بنشماس يختلف كثيرا مقارنة بسلفه الياس العماري الذي كان صداميا ويعتمد على المناورة، حيث أن بنشماس "يتوفر اليوم على فرصة تاريخية لتقديم مشروع بديل عبر رفع مستوى النقاش الحزبي والقضاء على الشعبوية التي تحكمت في المشهد السياسي طيلة سنوات، باعتباره يقود القوة السياسية الثانية بالبلاد اعتمادا على عدد مقاعده البرلمانية.

 

وصرح لزرق بأن حكيم بنشماس يملك من الذكاء والحكمة ما "سيمنعه" من خلق نقاش ثانوي ومباشر مع حزب العدالة والتنمية وأمينه العام سعد الدين العثماني، لأن المواجهة ستكون في صالح الحكومة التي تعيش تحث الضغط، وكذا حزب المصباح الذي تقوى دائما وتوحد لمواجهة العدو الخارجي وفق تعبير ذات المصدر.

على كل توفق اعضاء المجلس الوطني الخروج بتوافق لانتخاب امين عام جديد  ولو تكتيكيا، لكن استراتيجيا ما زال المسار طويلا وشاقا امام حزب الاصالة والمعاصرة  ليصبح حزب المؤسسات وليس حزب الاشخاص،حزب جعل المناضل البامي في خدمة الحزب وليس جعل الحزب في خدمة المناضل البامي