بنعبد الله من أيت ملول: المشاركة السياسية ضرورة لمواجهة تحديات تدبير الشأن العام

في كلمة له بكلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية بأيت ملول يوم الجمعة، أكد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على الأهمية القصوى للمشاركة السياسية الواعية والفعالة للمواطنين، وبشكل خاص فئة الشباب، معتبرًا إياها الركيزة الأساسية للتأثير في القرارات المصيرية التي تشكل حياتهم اليومية وتحدد ملامح مستقبل البلاد. وشدد على أن عزوف نسبة كبيرة من المواطنين عن الانخراط في العملية السياسية يفتح المجال أمام تدبير الشأن العام بمنطق قد لا يخدم بالضرورة المصلحة العامة الأوسع.

وانتقد بنعبد الله في محاضرة بعنوان ’’الشباب والسياسة في المغرب’’ الصورة النمطية السلبية والتعميم الذي يطال جميع الفاعلين السياسيين، موضحًا أن الساحة السياسية، كأي مجال آخر، تضم نماذج متباينة، وأن الحكم على جميع الأحزاب والسياسيين بنفس المعيار يجانب الصواب ويقوض الثقة في المؤسسات. واستند إلى الأرقام الرسمية التي تكشف عن ضعف مقلق في نسب المشاركة الانتخابية، الأمر الذي يترتب عليه اتخاذ قرارات جوهرية في قطاعات حيوية كالتعليم والصحة والاقتصاد والبيئة من قبل حكومات قد لا تحظى بتفويض شعبي واسع أو لا تعكس بالضرورة تطلعات وإرادة الأغلبية الصامتة أو المقاطعة.

وأشار بنعبد الله إلى أن السياسة، في جوهرها ومقاصدها النبيلة، تحمل قيم النزاهة والأخلاق وخدمة الصالح العام، وأن الوصول إلى مواقع المسؤولية وصناعة القرار يجب أن يكون متاحا للكفاءات والمناضلين الحقيقيين الذين يضعون مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار، وليس عبر استغلال ظاهرة العزوف أو اللجوء إلى أساليب تفتقر إلى الشفافية والنزاهة. وشدد على أن تداول السلطة يجب أن يعكس إرادة شعبية حقيقية، وأن هذا لن يتأتى إلا بمشاركة واسعة ومسؤولة.

ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى ضرورة الوعي العميق بأن المشهد العام يتسم بوجود صراع مصالح طبيعي، وهو ما يتطلب انخراطًا فعالاً ويقظًا من المواطنين للدفاع عن القضايا المجتمعية الكبرى،

وتابع بنعبد الله ان هناك من يريد خلط الاوراق بوضعالاحزاب جميعها في كفة واحدة ، عنده اليمين مثل اليسار، ولكي نساهم في بناء دولة ديمقراطية نحتاج إلى تنزيل ما يوجد في دستور البلاد .

ودعا بنعبد الله الشباب إلى الاطلاع على مذكرات الاحزاب في 2011 عند إعداد الدستور ، لافتا إلى أن العمق السياسي يستدعي الاطلاع على مراجيع وارضيات التأسيسية للاحزاب ومذكراتهم قبل 15 سنة.

وضرب بنعبد الله مثالاً بأهمية النضال من أجل تعليم عمومي جيد ومتاح للجميع، وتحقيق تكافؤ الفرص في مختلف المجالات. واعتبر أن الخيار بين المشاركة الفاعلة في صنع القرار أو ترك الساحة للآخرين ليقرروا بالنيابة، هو قرار حاسم يحدد ليس فقط الحاضر، بل ومستقبل الأجيال القادمة، مؤكدًا على أن ممارسة السياسة بنزاهة وأخلاق وروح وطنية عالية هي السبيل الأمثل لتحقيق التغيير الإيجابي المنشود وبناء مجتمع أفضل.