عباس يزلزل قمة الاتحاد الإفريقي بتصريحات تخدم مغربية الصحراء

أثارت كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قمة الاتحاد الإفريقي الـ38 تفاعلاً واسعاً، حيث وصف فلسطين بأنها "آخر بؤرة استعمار في العالم"، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تظل قضية تحرر.

هذا التأكيد على طبيعة القضية الفلسطينية كقضية تحرر، شكل صفعة قوية للجزائر وجبهة "البوليساريو"، اللتين طالما حاولتا الربط بين قضية الصحراء المغربية والصراع الفلسطيني، في محاولة يائسة لإضفاء شرعية على أطروحاتهما الانفصالية.

ففي كلمته، فند عباس بشكل غير مباشر محاولات الجزائر والبوليساريو لخلط الأوراق، حينما أكد أن الهدف من تهجير الفلسطينيين هو "إلهاء العالم عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتدمير في غزة، وجرائم الاستيطان ومحاولات ضم الضفة"، مشدداً على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى "مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948".

هذه التصريحات، التي جاءت أمام إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، وضعت الأخير في موقف حرج للغاية، حيث لم يتمكن من الرد على تصريح عباس الذي يناقض الرواية الرسمية الجزائرية، ويدمر جهودها المستمرة لربط قضية الصحراء المغربية بقضية فلسطين.

كما مثلت كلمة عباس صدمة حقيقية للجزائر، التي لم يتمكن رئيسها عبد المجيد تبون، ووزير خارجيته أحمد عطاف، من تحمل وطأتها، حيث قررا العودة إلى البلاد بشكل مفاجئ قبل نهاية القمة. ويعكس هذا الرحيل المبكر حجم الإحراج الذي تسببت فيه تصريحات الرئيس الفلسطيني.

يبدو أن الأمر الوحيد الذي خفف من وطأة الصدمة الجزائرية هو فوز مليكة حدادي بمنصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية.

بهذه التصريحات، أسقط الرئيس الفلسطيني أي مقارنة ممكنة بين وضع الصحراء المغربية، التي استرجعتها المملكة بشكل سلمي وقانوني، وقضية فلسطين، التي تعاني من احتلال أجنبي. فعباس، وبلغة واضحة، يؤكد أن فلسطين هي قضية تحرر من الاستعمار، وهو ما لا ينطبق بأي شكل من الأشكال على وضع الصحراء المغربية.

إن تصريحات عباس، التي جاءت في محفل إفريقي هام، تشكل دعماً ضمنياً لموقف المغرب وسيادته على صحرائه، وتقويضاً لمحاولات الجزائر والبوليساريو لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام الإفريقي والدولي.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.