يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة (البام) يدرك جيدًا حجم التحديات التي تواجهه في الدار البيضاء، ليس فقط استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية التشريعية القادمة، بل أيضًا في محاولة ترميم صورته بعد المطبات الأخيرة وأيضا سعيا لاستعادة ثقة المواطنين بعد سنوات من الأداء المتذبذب والانتقادات المتزايدة.
التحركات التنظيمية الأخيرة في العاصمة الاقتصادية، والتي تضمنت لقاءات مكثفة مع المنتخبين المحليين والبرلمانيين، تعكس محاولة جادة لتنشيط الحزب وسد الفراغ الذي خلفه غياب شخصيات نشيطة مثل سعيد الناصري.
لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه البام يتجاوز مجرد إعادة الهيكلة التنظيمية، إذ يكمن في تغيير الصورة النمطية التي ارتبطت بالعديد من المنتخبين الذين يختفون بعد الانتخابات ولا يعودون للظهور إلا في الحملات الانتخابية التالية.
هذه الظاهرة، التي تعاني منها مختلف الأحزاب السياسية، تساهم في تعميق أزمة الثقة بين المواطنين والطبقة السياسية، وتجعل السياسة في نظر الكثيرين مجرد "فولكلور مناسباتي" يهدف إلى "اقتناص المغانم الانتخابية" على حساب خدمة المصالح الحقيقية للمواطنين.
ويبقى السؤال المطروح: هل ينجح البام في تغيير هذه الصورة النمطية وتقديم نموذج جديد للممارسة السياسية يرتكز على التواصل الدائم مع المواطنين طيلة خمس سنوات والاستماع إلى مشاكلهم والعمل على حلها بشكل فعال؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد إلى حد كبير قدرة الحزب على استعادة الثقة وتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات التشريعية القادمة.
بالنسبة للبام، فإن النجاح في الدار البيضاء لا يقتصر على تحقيق فوز انتخابي فحسب، بل يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز صورته واستعادة ثقة الناخبين، وهي الثقة التي أصبحت صعبة في ظل تحديات سوسيو اقتصادية واضحة وسط تراجع القدرة الشرائية وارتفاع منسوب البطالة وسط الشباب .
ولتحقيق ذلك، يدرك الحزب أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد اجتماعات تنظيمية وبيانات إعلامية. بل يتطلب التزامًا حقيقيًا بالشفافية والمساءلة، والعمل الجاد على خدمة المصالح العامة للمواطنين في الدار البيضاء. فهل ينجح الحزب في ترجمة هذه التوجهات إلى واقع ملموس؟ هذا ما ستكشف عنه الأشهر والسنوات القادمة.
ولتحقيق ذلك، يدرك الحزب أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد اجتماعات تنظيمية وبيانات إعلامية. بل يتطلب التزامًا حقيقيًا بالشفافية والمساءلة، والعمل الجاد على خدمة