بنعبد الله يحذر من تراجع الإصلاحات الديمقراطية وتآكل الثقة في المؤسسات السياسية

في كلمة هامة ألقاها خلال افتتاح الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية، السبت 9 نونبر استعرض محمد نبيل بنعبد الله ، الأمين العام للحزب، المسار الإصلاحي للمغرب منذ منتصف التسعينيات، مشيراً إلى الطفرة الكبيرة التي شهدتها البلاد في المجالات الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية.

وأكد بنعبد الله، بحضور قيادات سياسية أن هذه الإصلاحات تميزت بعمقها السياسي ومرجعيتها الحقوقية وقدرتها على التعبئة الاجتماعية. وأشار إلى أن هذا الزخم الإصلاحي أثمر مبادرات مهمة، كمقترح الحكم الذاتي الذي عزز المكانة الدولية للمغرب.

غير أن الأمين العام حذر من تحول سلبي طرأ منذ نهاية العقد الأول من الألفية الحالية، حيث ظهر توجه نحو استبعاد القوى الديمقراطية من المشهد السياسي، مما أدى إلى انحرافات أضرت بمصداقية المؤسسات وخلقت فجوة بين المواطنين والشأن العام.

وقال بنعبد الله ان هناك ثلاث تجليات برزت مؤخرا ، تراجع الثقة ، في الفاعل السياسي والحزبي، اسماها مخاصمة حقيقية بين المغاربة والشأن العام، المؤشر الثاني ، كون المؤسسات السياسية عموما لم تعد تطلع بأدوارها كمايجب وكما ينص عليها الدستور، ثالثا ، نحن امام وضعية فراغ سياسي خطير ، لايمكن ان تملأه سوى تعبيرات عفوية او متطرفة رافضة لكل شيء، على حد تعبيره.

وشدد بنعبد الله، ’’لايجب ان نجد حرجا في الاعتراف الجماعي إن القوى الحية والديمقراطية بشكل اساسي، ونحن منها فضلت الخوض، في قضايا ثانوية وخلافات جانبية على حساب واجب توحيد الكلمة امام التناقضات الرئيسية وواجب التصدي لأي مساس بمكانة العمل السياسي والفضاء الديمقراطي والحقوقي ، وما حدث للكتلة الديمقراطية من إقبار مؤسف بل مؤلم لخير دليل على هذ الامر .

واشار زعيم حزب الكتاب إلى ’’ مسؤولية الدولة من خلال واجبها في توفير ارادة قوية ودائمة من أجل تفعيل الدستور بكافة مضامينه، وضمان شروط حيادية للتنافس الشريف والنزيه والمتكافئ حول البرامج والتصورات ، ولأجل تقوية المؤسات السياسية والحزبية حتى تكون صمام امان للاستقرار السياسي والاجتماعي ومدافعة عن التجربة الديمقراطية من خلال ادوار فعلية ناجعة في الوساطة المؤسساتية بين الدولة والمجتمع .

عن مسؤولية المواطن،قال بنعبد الله:  ليست كل العناصر اليوم جذابة ومشجعة لكي يكون المواطن منخرطا، في مشروع الديمقراطي تنموي ، لكن حتى في مرحلة حالكة من استقلال البلاد كان للمواطن دور فعال.

وشدد المتحدث ذاته ، على خطورة هذا التراجع في المسار الديمقراطي، خاصة مع تدهور الثقة في العملية الانتخابية وتراجع دور المؤسسات في تمثيل الإرادة الشعبية، محذراً من احتمال حدوث فراغ سياسي خطير.

ودعا بنعبد الله إلى صياغة عقد سياسي جديد يعيد الثقة للمؤسسات السياسية، مؤكداً على أهمية دور الدولة والإعلام والمجتمع المدني في دعم الفضاء الديمقراطي. كما حذر من خطورة خطاب الدفاع غير النقدي عن المؤسسات، معتبراً إياه مضراً بالوطن.

واختتم كلمته بالتأكيد على قدرة المغرب على تحقيق نهضة حقيقية تعكس التقدم الديمقراطي والتنموي المنشود، داعياً إلى إعادة الحيوية للعمل السياسي ومصالحة المواطنين مع المؤسسات، في أفق تحقيق طموحات الشعب المغربي بحلول عام 2030.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.