7 جامعات وهمية ورؤساء معمرون.. بنموسى يكشف عن معطيات صادمة

كشف شكيب بنموسى ، وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، عن واقع مثير للقلق في المشهد الرياضي المغربي.

وأشار بنموسى خلال عرض قدمه خلال اجتماع للجنة التعليم والثقافة والاتصال اليوم الثلاثاء بمجلس النواب ، خصص لتقييم المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية والبارالمبية “باريس 2024 إلى وجود سبع جامعات ملكية رياضية "وهمية" لا تعمل على الإطلاق، مما يثير تساؤلات جدية حول الحوكمة والشفافية في القطاع الرياضي بالمملكة.

هذا الكشف يأتي في أعقاب الأداء المخيب للآمال للرياضيين المغاربة في أولمبياد باريس 2024، حيث اكتفى المغرب بميداليتين فقط رغم مشاركة 60 رياضيًا في 19 نوعًا رياضيًا.

هذه النتيجة الهزيلة دفعت نوابًا برلمانيين إلى توجيه انتقادات حادة لرئيس اللجنة الوطنية الأولمبية ورؤساء الجامعات الرياضية، مطالبين بمحاسبتهم على هذا الإخفاق، خاصة بعد إنفاق ما يزيد عن 3 مليار درهم من المال العام خلال سنتين فقط.

في محاولة للدفاع عن الوضع الراهن، أشار بنموسى إلى التحديات التي تواجهها الجامعات الرياضية، بما في ذلك نقص مراكز التدريب الخاصة ومحدودية الدعم المالي. وأكد أن معظم الميزانيات المخصصة تُصرف على توفير ظروف مناسبة للرياضيين خلال المشاركات الدولية.

ومع ذلك، اعترف الوزير بضرورة إجراء إصلاحات جذرية، مشددًا على أهمية تطبيق القانون الذي يحدد ولاية رؤساء الجامعات في فترتين فقط، مع بعض الاستثناءات المحدودة. كما أعلن عن مجموعة من الإجراءات العملية على المدى القصير والمتوسط والبعيد للنهوض بالرياضة المغربية، بما في ذلك إعداد تقارير تقييمية شاملة وتفعيل اللجنة الوطنية للرياضة ذات المستوى العالي.

يبدو أن المغرب يقف على مفترق طرق في مجال الرياضة. فمن جهة، هناك إقرار بوجود مشاكل هيكلية عميقة تتمثل في الجامعات الوهمية وضعف الأداء الأولمبي. ومن جهة أخرى، هناك رغبة معلنة في الإصلاح وتحسين الأداء. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون هذه الإصلاحات كافية لإحداث تغيير حقيقي في المشهد الرياضي المغربي، أم أنها ستظل مجرد وعود بلا تنفيذ فعلي؟

لكن يبدو أن تحقيق نهضة رياضية حقيقية في المغرب يتطلب أكثر من مجرد إصلاحات إدارية.

فالأمر يحتاج إلى رؤية شاملة وإرادة سياسية قوية لمعالجة جذور المشكلة، بدءًا من تطوير البنية التحتية وصولًا إلى تعزيز ثقافة الرياضة في المجتمع. وبدون هذا التغيير الجذري، قد تجد الرياضة المغربية نفسها مرة أخرى في مواجهة إخفاقات مماثلة في المستقبل.