وسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر، حاولت شركة ماكدونالدز المغرب تجنب حملة المقاطعة التي تعرفها فروع الشركة العالمية في جميع أنحاء العالم العربي في ظل تنامي مقاطعة المستهلكين المغاربة لها.
ورغم توضيحات الشركة لعلاقاتها بالشركة الأم وإعلانها التضامن مع ضحايا غزة والنأي بنفسها عن أي انتماء مؤيد لإسرائيل، يواصل المغاربة مقاطعة سلسلة الوجبات السريعة، بدعوى أنها متواطئة في العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
ونشرت شركة ماكدونالدز المغرب، المتواجدة في البلاد منذ ما يقرب من 30 عاما، مقطع فيديو تدعي فيه أنها شركة "مغربية 100٪" ولا تسمح إلا باستخدام العلامة التجارية لماكدونالدز، كما نفت الشركة دعم أو تمويل أي انتماء حكومي أو سياسي.
لكن فئة واسعة من مستخدمي الإنترنت المغاربة رفضوا هذا الإعلان، مشيرين إلى أن أرباح ماكدونالدز المغرب تذهب جزئيا إلى شركتها الأم، التي دعمت الجيش الإسرائيلي بشكل علني خلال الصراع الأخير مع حماس.
وأمام نشر صور لجنود إسرائيليين مسلحين يحملون أكياسا من طعام ماكدونالدز، أعرب مستخدمو الإنترنت الفلسطينيون والعرب عن سخطهم، مما أدى إلى حملة لمقاطعة سلسلة الوجبات السريعة. وسرعان ما انتشر وسم #BoycottMcDonalds في جميع أنحاء العالم العربي، ولم تؤثر حملة المقاطعة على ماكدونالدز فحسب، بل أيضا على عدد من العلامات التجارية الأخرى التي تعتبر مؤيدة لإسرائيل.
وهكذا تجد ماكدونالدز المغرب نفسها في وضع غير مسبوق لمحاولة إعادة بناء سمعتها أمام المستهلك المغربي في بلد يتجذر فيه التضامن مع القضية الفلسطينية بعمق وقوة.
إذ ما يزال المغاربة غير راضين عن تفسيرات الشركة ويواصلون عدم ثقتهم في علاقتها مع الشركة الأم، مطالبين بإجراءات ملموسة للتضامن تجاه الفلسطينيين. وبدون هذه الإجراءات، فمن غير المرجح أن تهدأ حملة المقاطعة، وهو الأمر الذي قد يكون له تأثير كبير على أنشطة ماكدونالدز المغرب وأرقام معاملاتها.