في تداعيات سياسية داخلية للضربة الأمريكية على إيران، اتهم أعضاء بارزون في الكونغرس الرئيس دونالد ترامب بخرق الدستور وتجاوز صلاحياته عبر شن هجوم عسكري دون الحصول على تفويض. وفيما تتصاعد حدة الجدل في واشنطن، جاء الرد الإيراني سريعاً ومزلزلاً، حيث أعلن التلفزيون الرسمي اليوم الأحد، أن البرلمان صادق على قرار أولي يقضي بإغلاق مضيق هرمز.
وأوضح المصدر أن هذا القرار، الذي جاء رداً على استهداف ثلاثة منشآت نووية إيرانية، لا يزال بحاجة إلى موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يمتلك الكلمة الفصل في القرارات العسكرية المصيرية. ونقلت قناة "برس تي في" الإيرانية أن "إغلاق المضيق خيار مطروح بقوة"، لكن تنفيذه مرهون بالضوء الأخضر من المجلس.
وتأكيداً على جدية التهديد، صرح النائب وقائد الحرس الثوري، إسماعيل كوثري، بأن "إغلاق المضيق وارد بقوة، وسيتّخذ القرار إذا اقتضت الظروف ذلك"، في إشارة واضحة إلى أن طهران تعتبر الهجوم عدواناً مباشراً على سيادتها.
وتضع هذه التطورات إيران أمام مفترق طرق خطير، فهي تمتلك ورقة ضغط استراتيجية هائلة تتمثل في مضيق هرمز، لكن استخدامها قد يشعل حرباً إقليمية شاملة. ويدرس صناع القرار في طهران، حسب مراقبين، عدة خيارات تتراوح بين شن هجمات على السفن أو زرع ألغام بحرية لتعطيل الملاحة في هذا الشريان الحيوي.
وتكمن أهمية المضيق في كونه أحد أهم الممرات المائية لتجارة الطاقة عالمياً. وبحسب الأرقام، يعبر ما بين 20 إلى 30 ناقلة نفط يومياً عبر المضيق الذي لا يتجاوز عرضه 34 كيلومتراً في أضيق نقاطه، حاملة معها حوالي 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم. وكشف تقرير حديث لوكالة "بلومبيرغ" أن ما لا يقل عن 16.5 مليون برميل من النفط والمكثفات عبرت المضيق يومياً خلال عام 2024، مما يعكس حجم التأثير الكارثي الذي قد يحدثه أي إغلاق محتمل لهذا الممر الاستراتيجي.