تحوّلت نزهة عائلية عادية إلى مأساة مؤلمة على شاطئ سيدي رحال، نهاية الأسبوع المنصرم، حين تعرّضت الطفلة "غيثة"، البالغة من العمر أربع سنوات ونصف، لحادث دهس مروّع بسيارة رباعية الدفع كانت تجرّ خلفها دراجة مائية (جيت سكي)، في مشهد صادم أمام أعين المصطافين.
وفي تفاصيل الواقعة التي رواها والد الضحية، أوضح أنه ابتعد لبرهة قصيرة من مكان جلوسه للبحث عن بعض الماء، تاركاً ابنته تلعب في حفرة رملية صغيرة كان قد حفرها لها بنفسه. خلال هذه اللحظة، اقتحم سائق متهور المنطقة بسرعة جنونية بسيارته، ليصطدم مباشرة بالطفلة، متسبباً لها في إصابات بليغة على مستوى الرأس والفك بسبب ضغط العجلات والمعدات الثقيلة.
الوضعية الصحية للطفلة وصفت بالحرجة، إذ أكد والدها، الذي بدت عليه ملامح الانهيار، أنها نُقلت بسرعة إلى المستشفى، حيث ترقد حالياً داخل قسم العناية المركزة، بين الحياة والموت، بينما يعيش والدها تحت وطأة صدمة لا تنفك ترافقه، قائلاً: "غيثة كانت أول من يركض نحوي عند عودتي للبيت... كانت حياتي، واليوم أصبحت مكسورة".
لم تتوقف معاناة الأسرة عند حدود الحادث، إذ فُوجئ الوالد بزيارة أحد أقارب السائق له داخل المستشفى، وتحدث إليه بنبرة اعتبرها مستفزة، قائلاً له بكل استخفاف: "حنا عندنا الفلوس". عبارة زادت من ألم الأسرة وأجّجت غضب الرأي العام، حيث عمّت موجة تضامن واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتم إطلاق وسم #العدالة\_لغيثة للمطالبة بفتح تحقيق جدي ومحاسبة المتسبب.
هذه الحادثة أعادت إلى السطح النقاش المتجدد حول التسيب في بعض الشواطئ، وضعف الرقابة على سلوكيات متهورة تصدر عن أصحاب المركبات الرباعية والدراجات المائية، في ظل مطالب متزايدة بفرض رقابة صارمة وتفعيل القوانين للحد من تكرار مثل هذه المآسي.