"حرام عليكم حلال علينا".. بنكيران يرفض المهرجانات الخطابية رغم أنه كان يرأسها أيام حكومته

في موقف سياسي جديد، وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة لحكومة عزيز أخنوش، متهماً إياها بالفشل السياسي وبالركون إلى أساليب وصفها بـ"الصبيانية" في تنظيم المهرجانات وحشد الدعم الانتخابي.

وفي كلمة ألقاها الأحد بمدينة فاس، اتهم بنكيران حزب التجمع الوطني للأحرار بإنفاق أموال طائلة لاستقطاب المواطنين لحضور فعالياته، واصفاً هذه الممارسات بأنها "خيانة للوطن"، مؤكداً أن أموال الانتخابات، سواء من يعطيها أو يأخذها، تعد مالاً حراماً.

لكن المفارقة أن بنكيران نفسه سبق أن نظم مهرجانات جماهيرية واسعة قبيل الانتخابات عندما كان رئيساً للحكومة، وكان يحرص على حشد الدعم الشعبي من خلال نفس الأساليب التي ينتقدها اليوم. كما أنه لم يكن يخفي، في تلك الفترة، حرصه على كسب ود عزيز أخنوش الذي كان وزيراً في حكومته، بل أبدى مواقف تصالحية تجاهه في أكثر من مناسبة.

وفي حديثه بمدينة فاس، انتقد بنكيران بشدة ما اعتبره تزاوجاً خطيراً بين العمل السياسي وتحقيق الثروة، مشيراً إلى أن حزب الأحرار يتصدر لائحة السياسيين المتابعين قضائياً أو المدانين بالسجن، نتيجة الارتباط بصفقات مشبوهة والاستفادة من الريع، في غياب مشاريع حقيقية تنهض بالبلاد وتستجيب لحاجيات المواطنين.

وتوقف المتحدث عند القطاع الفلاحي، مستغرباً ما وصفه بـ"الاختلالات الكبرى" في السياسات التي يشرف عليها رئيس الحكومة، متسائلاً كيف يمكن للجفاف أن يؤدي إلى تراجع القطيع، في الوقت الذي تُخصص فيه كميات كبيرة من المياه لإنتاج فاكهة الأفوكادو المصدرة إلى إسرائيل.

وشدد على ضرورة إعادة النظر في هذه الاختيارات الفلاحية، من خلال دعم الفلاحين الصغار والعودة إلى زراعة القمح عوض التركيز على التصدير، مبدياً اعتراضه على استيراد الماشية، الذي قال إن المستفيد منه ليس المواطن البسيط، بل "المقربون من رئيس الحكومة"، ممن يُعوَّل عليهم في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

وفي ختام مداخلته، ثمّن بنكيران دعوة الملك محمد السادس إلى التخفيف من الأعباء المرتبطة بعيد الأضحى، معتبراً أنها كانت موضع ترحيب شعبي واسع، لكنه أشار إلى أن شعور الخذلان ما يزال سائداً، محملاً عزيز أخنوش مسؤولية حالة الانفصال عن واقع الفقراء، بالنظر إلى ما وصفه بعيشه في عالم بعيد عن هموم الشعب المغربي.