مضامين ورسائل الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش من مقاربات متعددة
وجه الملك محمد السادس، مساء يوم الامس السبت، خطابا إلى شعبه الوفي بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه الميامين.
وقد شكل هذا الخطاب لحظة ثاريخية وقف عنده عدد من المحللين نذكر من بينهم:
محمد اوزين:الخطاب الملكي "مرجعي وتوجيهي" يحمل رؤية استشرافية
أكد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم السبت، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ 24 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، يعتبر خطابا مرجعيا وتوجيهيا يحمل رؤية استشرافية.
وأبرز السيد أوزين، في تصريح صحفي، أن الخطاب الملكي السامي يؤكد دور الملكية "كمؤسسة دستورية وروحية جامعة وموحدة وضامنة لاستمرارية المغرب الدولة-الأمة، تمتلك كل المقومات الحضارية والطاقات البشرية لكي تكون مؤثرة في محيطها القريب والواسع".
وأضاف أن الخطاب الملكي "رشيد ومرشد إلى ضرورة التحلي بالقيم الفضلى، وفي صدارتها قيمة الجدية والتفاني في العمل والحرص على دقة الإنجاز، وهي الجدية التي مكنت المملكة من مراكمة الإنجازات والمكتسبات في المجال التنموي وفي الواجهة الدبلوماسية نصرة للحق المغربي المشروع في ما يخص وحدتنا الترابية".
وفي السياق ذاته، سجل السيد أوزين أن الخطاب الملكي ركز، كذلك، على أهمية النهوض بالمجالات الاجتماعية من صحة وتعليم وسكن وشغل بما يضمن كرامة المغاربة، وذلك في إطار تنزيل العدالة الاجتماعية والمجالية.
كما أكد خطاب العرش، يتابع المتحدث، على أهمية التماسك العائلي وارتباطه بالتماسك الاجتماعي، "وعلى أن يكون الانفتاح مرادفا للحفاظ على منظومة القيم في مغرب يريده جلالة الملك أصيلا بهويته الوطنية والدينية".
من جهة أخرى، قال الأمين العام لحزب الحركة الشعبية إن جلالة الملك "جدد حرص المغرب على حسن الجوار مع الجارة الجزائر، وهي إشارة أخرى واضحة تؤكد إرادة المغرب لتجاوز كل أسباب التوتر والشقاق بين الأشقاء وسعيه إلى بناء فضاء مغاربي يخدم المصالح الحقوقية لشعوب المنطقة".
عبد النبي العيدودي: خطاب من اجل مواصلة مسارنا التنموي من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية
قال الدكتور عبد النبي عيدودي أن مضامين خطاب العرش 2023 الذي ألقاه الملك محمد السادس مساء يومه السبت أنه خطاب الثقة بالنفس و الطموح الوثاب، كما أنه خطاب يزهو بالجدية المغربية ويفتخر بمصداقية أهل المغرب، إضافة خطاب كله بشائر تطمئن الشعب على دينه ودنياه، ورسائل لمن يريد أن يعترف بجدية المغرب و مصداقيته.
وأضاف رئيس المركز المغربي للقيم والحداثة أن الملك محمد السادس مجد وافتخر و أشاد في خطابه بصدق وجدية الشعب المغربي في مواجهة جميع الصعاب التي تواجه الأمة المغربية داخلية وخارجيا، وهي نفس الجدية التي نرفع بها التحدي لإطلاق مشاريع كبرى يقول جلالة الملك.
وقدم الملك في ذلك نموذجا لهذه الجدية و لذاك التحدي من خلال انتصارات منتخبنا الوطني في قطر 2022.. و بنفس التحدي قدمنا طلب احتضان كأس العالم 2030 مشاركة مع اسبانيا و البرتغال.
وأضاف عيدودي أن الملك عرض نموذجا ثانيا مثله في جدية شبابنا في إنتاج أول سيارة كهربائية تعمل بالهيدروجين، و اعتبرها جلالته إبداعا مغربيا بامتياز.
وعلى المستوى الخارجي قال جلالته بأن جديتنا تتجسد كذلك في وحدتنا الترابية التي أثمرت على التوالي الاعترافات بمغربيتها، وٱخرها كان اعتراف اسرائيل بسيادة المغرب على أراضيه الجنوبية، مؤكدا بأن المغرب يسير بنفس الجدية في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وعلى المستوى الداخلي أكد الملك أنه وجه الحكومة بنفس الجدية الاسراع بتنزيل مشروع الهيدروجين الاخضر .. وإنهاء مشروع ورش الحماية الاجتماعية، وإطلاق الدعم الاجتماعي، من أجل وضع نموذج تنموي يصون كرامة المواطن، مذكرا بحرصه على التتبع الدقيق لمواجهة ندرة المياه.
أما بخصوص علاقتنا مع الجزائر أكد الملك أنها علاقة محبة وتواصل راجيا الله عز وجل أن تفتح الحدود بين الشعبين الشقيقين، مما يؤكد حرص الملك يقول عيدودي على أن المغرب ملكا وشعبا تحكمهم أخلاق حسن الجوار .
د.محمد بنطلحة الدكالي:خطاب العرش يعتبر مصدر إلهام لتلك الروح الوطنية الصادقة
اعتبر الدكتور محمد بنطلحة الدكالي،أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش، و مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء،:"أن عاهل البلاد في خطاب عيد العرش اكد أن المسار التنموي بالمملكة المغربية قد بلغ درجة من التقدم والنضج ويحتاج إلى جدية المغاربة للإرتقاء به،موردا أن ما ندعو إليه ليس شعارا فارغا بل مفهوما شاملا يشكل عدد من المبادئ الإنسانية"
واكد الدكالي في تصريح لبلبريس:"إن ما صرح به جلالة الملك حول مفهوم الجدية كان عنوان انجازات المنتخب المغربي في كأس العالم 2023 وهو قرار الترشح المشترك لكأس العالم 2030 مع إسبانيا و البرتغال و يتجلى كذلك في تصنيع أول سيارة مغربية محلية بكفاءة مغربية كما أن الجدية تتجلى وراء الاعترافات المتوالية بالوحدة الترابية للمملكة"
وتابع المتحدث نفسه:"ان ملك البلاد اكد أن هده الجدية يجب أن تضل شعارا عبر تغليب المصلحة العليا للوطن و الشفافية و الصدق في العمل مع ربط المسؤولية بالمحاسبة في إطار تكافؤ الفرص بين المغاربة المعروفين بخصال الصدق والتسامح والإنفتاح و الإنعزاز بتقاليدهم العريقة وبالجدية و التفاني في العمل"
واختتم:"إن خطاب العرش يعتبر مصدر إلهام لتلك الروح الوطنية الصادقة إنها ممارسة عملية واقعية و ليست عبارة عن شعارات فارغة الحدية تستند إلى تعاون جماعي و تضامن مجتمعي يتسم بالصدق و الإخلاص و الإيتار من أجل أن ينتصر الوطن"
د. ميلود بلقاضي:حضور مفهوم الجدية بكثافة في الخطاب الملكي يوحي بأن هناك تعديل حكومي مرتقب يهم الوزراء غير الجديين وما اكثرهم في حكومة اخنوش
وقال الدكتور ميلود بلقاضي من ناحية تحليل الخطاب ، تأخذ المفاهيم الواردة في الخطاب دلالاتها ومعانيها من المفاهيم المضادة لها، فحضور مفهوم ‘’الجدية’’ بهذه الكثافة في خطاب عيد العرش يوحي بأن هناك مسؤولين ومؤسسات غير جادين في تدبيرهم للشأن العام خصوصا في هذه المرحلة التي وصل فيها مسار التنموي إلى درجة من التقدم والنضج، والتي تحتاج إلى هذه ‘’الجدية’’، للارتقاء بهذا النموذج التنموي إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي يستحقها المغاربة.
لذى ، دعا الخطاب الملكي الى اعتماد المسؤولين المغاربة ‘’للجدية’’ لكونها حافزا للنبوغ المغربي،ومذهبا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات: الحياة السياسية والإدارية والقضائية والمجال الاجتماعي، وخاصة قطاعات الصحة والتعليم والشغل وقطاع الاستثمار والإنتاج والأعمال.
وفي نفس الوقت اعتماد الجدية كمنهج متكامل تقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص.
لذى ، نقول فكل رسائل الخطاب الملكي توحي بأن هناك مسؤولين في الحكومة تنقصهم الجدية والحزم والاستقامة وحان وقت رحيلهم ومحاسبتهم.
خصوصا في زمن تعرف فيه منظومة القيم والمرجعيات هزات عنيفة، وتداخل العديد من الأزمات،الامر الذي يفرض على كل المسؤولين التشبث بالجدية، بمعناها المغربي الأصيل:
-أولا : في التمسك بالقيم الدينية والوطنية، وبشعارنا الخالد: الله - الوطن - الملك؛
-ثانيا: في التشبت بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد؛
-ثالثا: في صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك؛
-رابعا: في مواصلة مسارنا التنموي، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية.
د.عبد الحفيظ أدمينو: خطاب الملك يثمن الإنجازات ويحدد المبادئ لعمل المغاربة
قال رئيس شعبة القانون العام بكلية الحقوق السويسي بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبدالحفيظ أدمينو إن خطاب الملك يثمن مختلف الانجازات التي حققها المغرب على جميع الأصعدة، ويضع المبادئ لعمل المغاربة من أجل تحقيق المزيد من هذه الانجازات والغصلاحات.
وأشار أدمينو ضمن تحليله لخطاب الملك في حلقة خاصة على قناة الاولى إن الكلمة المفتاح التي ركز عليها الملك في خطابه هي الجدية على اعتبار انه عندما يتحلى المغاربة بالجدية فإنهم يستطيعون تحقيق العديد من الإنجازات، وقد قدم جلالته أمثلة عن ذلك سواء على المستوى الرياضي او على المستولى الصناعي والتنموي.
وقال إن الملك حاول من خلال مبدأ الجدية أن يوجه كل الفاعلين السياسيين والإداريين والاقتصاديين، كما وضع القواعد الموجهة للمشاريع ولإنجاز المشاريع المستبلية من خلال استحضار الثوابت الوطنية الراسخة واستحضار الروابط الاجتماعية والعائلية التي من المفروض ان تشكل إطارا مهما لتحقيق هذه الإنجازات.
وكان الملك محمد السادس قد أشار إلى أن المسار التنموي وصل إلى درجة من التقدم والنضج، وهو بحاجة إلى الجدية التي يتميز بها المغاربة للارتقاء به إلى مرحلة جديدة وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى التي يستحقها المغاربة.
وأوضح الملك في خطابه مساء اليوم السبت، بمناسبة الذكرى الـ24 لتقلده العرش، أن المغاربة معروفون بخصال الصدق والتفاؤل والتسامح والانفتاح والاعتزاز بتقاليدهم العريقة وبالجدية وبالتفاني في العمل.
وأضاف لقد أنعم الله على شعبنا بالتلاحم الدائم والتجاوب التلقائي بين العرش والشعب وهو ما مكن المغرب من إقامة دولة أمة تضرب جدورها في أعماق التاريخ، مشيرا إلى أن المغرب تمكن من تحقيق مجموعة من المنجزات ومواجهة مجموعة من الصعوبات والتحديات.
د.عبد الفتاح الفاتحي: هذا الخطاب يركز على ان المملكة المغربية تراهن على جدية الكفاءات الشبابية
قال د. عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية،:"تميز الخطاب الملكي بالحديث عن التوابت والاسس التي صاغت او شكلت امة وطنية موحدة وملتزمة ولها مصداقة تجاه ثوابتها وتعهداتها الثاريخية و دكر بالتوابت المتعلقة بلملف الوحدة الترابية في ظل تزايد الاعتراف وفي ظل تنامي الدعم لمبادرة الحكم الذاتي وفي ظل مزيد من فتح القنصليات في الصحراء"
وتابع الفاتحي:" هناك تاكيد على ثابت اساسي في السياسة الخارجية والمتعلق بالقضية الفلسطينية والاستمرار في تلك التوابت من اجل تاسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وفقا للقوانين وللقرارات الاممية"
واسترسل المتحدث نفسه:"انه في الشق الاقتصادي اكد الخطاب الملكي بان هناك اولويات تخص قطاع الطاقة والطاقة الخضراء وتخص مشاريع يشرف عليها المكتب الشريف للفوسفاط وهناك كذلك مشاريع متعلقة بدعم المشاريع الريحية والطاقة الخضراء وهناك اهتمام بالشق المائي بكونه يرتبط بقضية الامن القومي واك ان هذا الملف يحظى بعناية ويجب ان يتم وفق الحكامة الجيدة تجاوزا لاي فوضى في استعمال الماء"
واضاف عبد الفتاح الفاتحي:"الخطاب الملكي دكر بان المملكة المغربية تسير بشكل تصاعدي نحو دولة مصنعة بالنظر الى نبوغها في تقديم نموذج لسيارة مغربية كهربائية من قبل شباب مغاربة"
واختتم الفاتحي :"اذن هذا الخطاب يركز على ان المملكة المغربية تراهن على جدية الكفاءات الشبابية المغربية في ولوج القطاعات ذات الاولوية وخاصة تلك التي تتناغم مع التحديات المطروحة اليوم على المستوى الدولي والمحلي "
د.عمر الشرقاوي:خطاب إطار عنوانه الرئيس الجدية أولًا وأخيرا
قال عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي:"خطاب إطار، discours cadre، عنوانه الرئيس الجدية أولًا وأخيرا ، الجدية كنظام حكم وكمنهج في تدبير السياسات "
وتابع الشرقاوي:"مبادئ الملوك،"نؤكد للجزائريين قيادة وشعبا أن المغرب لن يكون مصدر أي شر أو سوء لبلادهم، ونسأل الله أن تعود العلاقات إلى طبيعتها مع فتح الحدود بين شعبين وجارين حقيقين"
نجيب الصومعي: توجيهات الملك خلال الـ24 سنة جعلت المغرب دولة قوية
قال الخبير الاقتصادي ،نجيب الصومعي، إن ما وصلنا إليه اليوم هو نتاج لتوجيهات الملك خلال الـ24 سنة الماضية التي غيرت وجه الأمة، مشيرا إلى أننا اليوم دولة قوية تتوجه نحو المستقبل بأسلوب واضح.
وأشار الصومعي في تعليقه على خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش إلى أن المغرب تمكن بعد 24 سنة من تقوية اقتصاده ومضاعفته بأكثر من ثلاث مرات، وتمكن أيضا من تقوية المؤشرات الاحتماعية والمرتبطة بالبنية التحتية ووضع المغاربة بشكل عام، وهو ما يؤكد أننا وصلنا إلى مستوى نضج اقتصادي يمنح الملك الحق في الطموح للتوجه إلى المستقبل بنفس جديد.
وأوضح المتحدث الذي حل ضيفا على القناة الأولى في حلقة خاصة بالتعليق على مضامين الخطاب إن الوصفة التي قدمها الملك من أجل ذلك هي الجدية التي تعتبر في تدبير الموارد البشرية كمؤشر مفتاح على اعتبار أن المغاربة معروفون منذ قرون بالجدية التي مكنت الأمة المغربية في الماضي من التموقع الاقتصادي والسياسي.
وقال إن ما أشار إليه الملك تؤكده مجموعة من التقارير الدولية التي تقول إن المغاربة أكثر إنتاجية أربع مرات من مستويات بعض الدول المجاورة المحيطة وأنهم أكثر ذكاء وقادر على الإبداع والابتكار.
وكان الملك محمد السادس قد أشار إلى أن المسار التنموي وصل إلى درجة من التقدم والنضج، وهو بحاجة إلى الجدية التي يتميز بها المغاربة للارتقاء به إلى مرحلة جديدة وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى التي يستحقها المغاربة.
وأوضح الملك في خطابه مساء اليوم السبت، بمناسبة الذكرى الـ24 لتقلده العرش، أن المغاربة معروفون بخصال الصدق والتفاؤل والتسامح والانفتاح والاعتزاز بتقاليدهم العريقة وبالجدية وبالتفاني في العمل.
وأضاف لقد أنعم الله على شعبنا بالتلاحم الدائم والتجاوب التلقائي بين العرش والشعب وهو ما مكن المغرب من إقامة دولة أمة تضرب جدورها في أعماق التاريخ، مشيرا إلى أن المغرب تمكن من تحقيق مجموعة من المنجزات ومواجهة مجموعة من الصعوبات والتحديات.
عتيق السعيد: الخطاب الملكي لعيد العرش عنوانه المسؤولية وسياسة اليد الممدودة للجزائر حكيمة
قال الأكاديمي والمحلل السياسي، عتيق السعيد، إن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء أمس السبت، بمناسبة عيد العرش المجيد، يؤكد على أهمية الجدية باعتبارها الإطار المرجعي المحفز على تحقيق مزيد من المنجزات والمكاسب وطنيا ودوليا.
وأبرز السيد السعيد، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، في تصريح صحفي، أن الخطاب الملكي استحضر ما حققه الشباب المغربي، المتسلح بالجد وبالروح الوطنية، من إنجازات غير مسبوقة شكلت نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر تألقا ونجاحا في مختلف القطاعات.
ولفت إلى أن جلالة الملك أكد على أهمية الجدية في مجال الإبداع والابتكار الذي يتميز به الشباب المغربي في مختلف الميادين، كدافع قوي نحو تحقيق مزيد من الإنجازات.
وشدد السيد السعيد على أن نهج الجدية أضحى يشكل اليوم الرهان الوطني الأول والعنوان البارز للتميز والتألق المغربي في جميع المجالات، وكذا محورا أساسيا لتحقيق النجاح وتجاوز كل تحدي يقود إلى أعلى درجات التقدم والتطور.
وخلص الباحث إلى أنه " يعول اليوم على الفكر الإبداعي للشباب من أجل التطلع نحو مستقبل مزدهر للمغرب على كافة الأصعدة بقيادة جلالة الملك ".
د.محمد زين الدين:الخطاب الملكي عنوانه العريض “الجدية”.. وهذه دلالات اليد الممدودة إلى الجزائر
اعتبر محمد زين الدين أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن العنوان العريض للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ24 لجلوس الملك محمد السادس على عرش أسلافه هو “الجدية”، كقيمة أخلاقية مرتبطة بذهنية المغاربة بـ”المعقول”، فهي قيمة مرجعية أساسية.
وأضاف زين الدين في تصريح صحفي، أن الجدية التي تحدث عنها الملك في خطابه وربطها بمجموعة من المحاور، تؤكد بالملموس أن المغرب بحاجة ماسة إلى هذه الصفة (الجدية) لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية واستكمال الأوراش وبناء مجتمع الكفاءة والاستحقاق.
واستطرد أستاذ العلوم السياسية قائلا: “كنا أمام خطاب فيه دعوة وطنية صادقة للجميع قصد تحقيق التعبئة الوطنية الشاملة بقدر كبير من الجدية بما يقود إلى مجتمع المواطنة ومحاربة كافة أشكال الزبونية”.
وزاد المتحدث أن الخطاب تضمن إشارة واضحة لربط المسؤولية بالمحاسبة، وهي إحالة دستورية للفاعلين السياسيين بالبلاد.
وفي تحليله لأبعاد ودلالات تجديد الملك محمد السادس دعوته إلى “اليد الممدودة” مع الجزائر، رأى زين الدين، أن المغرب جدي في علاقاته الخارجية، فالملك يتطلع إلى بناء جسور التعاون والإخاء مع الجارة الجزائر، إيمانا منه بأن طبيعة الظرفية الحالية والتحديات تفرض التعاون وتجاوز منطق التوجس والريبة والشك.
وأكد أستاذ القانون الدستوري، أن المغرب يتطلع إلى طي صفحة الخلاف وتحقيق التعاون المثمر مع الجارة الشرقية الجزائر. لافتاً أنه منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي أظهر أنه “معقول” وجدّي وهذه كانت رسالة إلى حكام الجزائر، لكن للأسف لم يتم التقاطها.
أمين السعيد: يلاحظ أن بعض القطاعات الحكومية وكذا وبعض المؤسسات العمومية ستجد صعوبة كبيرة في الالتزام بتوجيهات الملك
كما هو معلوم، أن جل الخطب الملكية المتعلقة بعيد العرش تتسم بطابعها الشمولي، الذي ينهض على فكرة تقييم عام للسياسة الداخلية والخارجية للنظام السياسي المغربي وسم أفاق مستقبلية للسياسة الداخلية والخارجية، ذلك أن خطاب 29 يوليوز 2023 يرسم صورة متفائلة وإيجابية معنونة بالجدية عن المسار التنموي في ظل سياق دولي مطبوع باستمرار واستدامة الأزمة العالمية جراء الحرب الروسية - الأكرانية.
وبخصوص السياسات العمومية المرتبطة بالشأن الداخلي التنموي، ركز الخطاب الملكي السامي على خمس قطاعات متداخلة ومرتبطة؛ منها القطاع الرياضي، القطاع الصناعي، قطاع الطاقة، قطاع الماء، ثم القطاع الصحي في علاقته مع ورش الحماية الاجتماعية؛ وهو ما يعني أن هذه القطاعات تحظى بمتابعة دقيقة من قبل المؤسسة الملكية، مما يفرض على الحكومة والجماعات الترابية وباقي المتدخلين توفير الإمكانيات المادية والبشرية وإحترام الاجال للإنجاح هذه القطاعات الأساسية.
وفي هذا المنحى، يلاحظ أن بعض القطاعات الحكومية وكذا وبعض المؤسسات العمومية المعنية بهذه المشاريع الكبرى، ستجد صعوبة كبيرة في الالتزام بهذه التوجيهات، خاصة ورش الحماية الاجتماعية، حيث ينتظر في نهاية 2023 منح التعويضات الاجتماعية لفائدة الاسرة المستهدفة، كما أن القطاع الوزاري الوصي على الماء مطالب بتطبيق البرنامج الوطني للماء، بالإضافة الى الاسراع في إنجاز مشروع "عرض في المغرب" في مجال الهيدروجين الاخضر من قبل المؤسسات المعنية.
وفي المقابل من ذلك، يبقى القطاع الرياضي غير خاضع لضغط زمني دقيق، طالما أن الاجال المتعلق بملف الترشيح لكأس العالم لكرة القدم لسنة 2030 بعيدة نسبيا، وهو ما يتيح للقطاع الوزاري المعني هامش من الزمن لتوفير الامكانية المادية المرتبطة بتهية البنية التحتية اللازمة.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية المغربية، يلاحظ أن الخطاب الملكي السامي قدم جوابا مطمئنا عن التهم الموجهة للمغرب بخصوص بعض المشاكل والاحداث التي ينبسها الاعلام الجزائري للمغرب، وأعاد التذكير بمبادرة اليد الممدودة للجزائر وطي صفحة الماضي وفتح الحدود بين البلدين.
وبخصوص علاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي، يلاحظ أن الخطاب الملكي تجاهل الحديث عن العلاقة مع فرنسا، والتركيز على الصداقة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال من منطلق التعاون المشترك في جميع المجالات وخاصة تقديم ملف مشترك لتنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2030.
وفيما يخص الوحدة الوطنية، جدد الخطاب الملكي التذكير بالمسار الناجح المتسم بتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، وفتح العديد من القنصليات في الأقاليم الجنوبية للملكة المغربية.