نزار بركة.. المغرب قوة صاعدة مستهدفة وحزب الإستقلال معبأ للدفاع عن ثوابت البلاد

أكد نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم السبت 22 أكتوبر 2022، في عرض أمام أعضاء اللجنة التنفيذية، وأعضاء اللجنة المركزية بعنوان :"المغرب بين المتغيرات الجيواستراتيجية والتحديات الاقتصادية والبيئية العالمية"، أن المغرب قوة إقليمية صاعدة ومزعجة لذلك فهي مستهدفة في سياق وطني ودولي حافل بالأحداث والتطورات والمتغيرات، خصوصا بعد الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح جلالته الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة.

خطاب حمل توجيهات سديدة لمعالجة إشكاليتي الماء والاستثمار بالمغرب باعتبارهما رافعتين أساسيتين للتنمية، ومن المقومات الضامنة لرفاه الأمة وتأمين العيش الكريم للمواطنات والمواطنين.

وعبر نزار بركة في عرضه اعتزاز حزب الإستقلال بالرؤية الإستراتيجية المبدعة والخلاقة التي أعلنها جلالة الملك فيما يتعلق بمعالجة حالة الإجهاد المائي وتداعيات الجفاف التي أصبحت تعاني منها بلادنا بكيفية بنيوية، بفعل العوامل المرتبطة بالتغيرات المناخية التي يعرفها العالم، كما يشيد بالرؤية المتعددة الأبعاد التي رسم معالمها جلالة الملك، من أجل اعتماد اختيارات مستدامة ومتكاملة في إطار المخطط الوطني الجديد للماء.

مضيفا أن حزب الإستقلال، وهو يستشعر حجم إشكالية الماء وما يمثله من تحد حقيقي بالنسبة لبلادنا، ليعبر عن تعبئته وانخراطه بكل مكوناته، بالنظر إلى تشرفه بتدبير هذا القطاع الحكومي في شخص أمينه العام، وانطلاقا من مسؤولياته الوطنية والجهوية والمحلية، في إنجاح هذا الورش الملكي الهام الذي يهم حاضر ومستقبل الوطن وحقوق أجياله المقبلة، مع ما يستتبع ذلك من رهانات تنموية متعددة الأبعاد.

وعرض بركة في عرضه سياق اختيار التدخل في هذا الموضوع لكونه يتزامن مع الدينامية الإيجابية التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية بفضل حكمة وتبصر جلالة الملك، رغم المحاولات اليائسة للمناوئين والخصوم، التي لا تكل ولا تمل ولا تترك أي مناسبة للنيل من مصالح وسمعة بلادنا، والمس برموزها، ونشيد بالمنجزات الهامة التي حققتها بلادنا بقيادة جلالة الملك في السنوات الأخيرة، والأشهر الأخيرة، من خلال اتساع قاعدة الدول التي تعترف بمغربية الصحراء وجدية مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية، وتزايد عدد القنصليات التي فتحتها الدول الشقيقة والصديقة بأقاليمنا الجنوبية...

وفي هذا الإطار، سجل بركة بارتياح ما أكد عليه الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، من كون الأسس التي يقوم عليها المسلسل الأممي للتسوية تعود إلى قرارات مجلس الأمن ابتداء من سنة 2018، والتي تؤكد على مسار التسوية السياسية ودعوة الأطراف المعنية بما فيها الجزائر إلى مواصلة الانخراط في الموائد المستديرة واستئناف الحوار السياسي بروح من الواقعية والتوافق، لضمان الوصول إلى الحل السياسي الواقعي والعملي والمستدام والمتوافق عليه، والذي لن يكون في نظرنا إلا الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما يستبعد نهائيا مسألة الاستفتاء، ويدحض محاولات خصوم المملكة في سياق حملات ممنهجة ومناوئة لبلادنا داخل المنتظم الأممي، من أجل الضغط للعودة إلى السيناريوهات البائدة والمتجاوزة التي ترجع إلى التسعينيات.

وبلغة فيها الكثير من الرسائل السياسية طالب بركة الامين العام لحزب الإستقلال مناضلي حزبه التحلي بكثير من اليقظة والتفاعلية بخصوص قضيتنا الوطنية، وتعزيز التعبئة الوطنية وتكاثف الجهود وراء جلالة الملك أيده الله، للتصدي للمناورات الهادفة لإحياء السيناريوهات الماضوية التي أبانت عن محدوديتها وفشلها. ونجدد الدعوة إلى مختلف الفرقاء السياسيين وفعاليات المجتمع المدني والقوى الحية إلى تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز جهود الدبلوماسية الموازية المؤثرة وإسناد الدبلوماسية الرسمية للدفاع عن المصالح العليا لبلادنا في المنتديات الدولية والإقليمية والقارية.

وفي هذا السياق، أكد بركة أنه تم وضع أجندة خاصة بعدد من المهمات والزيارات الخارجية المرتقبة للأحزاب الصديقة، والمحافل والمنتديات والتكتلات الحزبية الدولية، فضلا عن برمجة استقبال عدد من وفود أحزاب صديقة من أجل إطلاعها على حقيقة المستجدات المتعلقة بقضية وحدتنا الترابية، وتوسيع القناعات بوجاهة مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي من شأنه ضمان الإستقرار والإزدهار في المنطقة، وتفعيل ورقة الدبلوماسية الحزبية في اتجاه إبراز الدور الذي تلعبه بلادنا كقطب للسلام والتنمية على الصعيد الإقليمي والقاري.

وشدد أن المغرب دولة مستهدفةٌ، ومحسودةٌ على مسارها السياسي والتنموي، وعلى أمنها واستقرارها، وعلى رصيدها التاريخي والحضاري، وعلى اعتزاز المغاربة بوطنهم، وعلى حكامة الدولة المغربية القائمة على هندسة فريدة من نوعها ترتكز على الملكية الدستورية ومؤسسة إمارة المؤمنين، والإختيار الديمقراطي في بُعدَيْه التمثيلي والتشاركي، وهو ما يقدم نموذجا سياسيا متميزا يتمفصل بين الزمن الطويل، والزمن الانتدابي، وينبني على البيعة والتعاقد الدستوري والإرادة الشعبية.

• فهذه الهندسة هي التي تعطي دائما للمغرب هوامش للإستباق والتدخل والإستدراك والتصحيح والإصلاح، حتى في الظرفيات الصعبة والدقيقة، كما لمسنا ذلك في خطاب 9 مارس التاريخي في خضم موجة الربيع العربي الذي أسقط الأنظمة والدول، وكذلك في مواجهة التداعيات الصحية والإقتصادية والإجتماعية لجائحة كورونا، والتي جعلت بلادنا نموذجا يحتذى به، بفضل الإختيارات الحكيمة والمتبصرة لجلالة الملك حفظه الله، والتفاف الشعب المغربي وراء الإرادة الملكية.

واختتم بركة عرضه بالقول إن حزب الإستقلال كان وسيظل في المقدمة لخدمة الوطن والملكية ، كما يشهد التاريخ على ذلك.