بطل عظيم لا يُحاكم!"... ترامب يفجر جدلًا جديدًا

في منشور ناري على منصته "تروث سوشال"، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فورًا، واصفًا التهم الموجهة إليه بأنها "حملة اضطهاد غير مسبوقة" ضد شخص وصفه بأنه "أعظم محارب في تاريخ إسرائيل". وأضاف ترامب أن نتنياهو لا يستحق المثول أمام المحكمة بل "يستحق التكريم والعفو الفوري"، مشيرًا إلى دوره الحاسم في مواجهة إيران والدفاع عن إسرائيل.

ترامب، الذي يواجه بدوره عدة تهم جنائية في بلاده، شبّه وضع نتنياهو بوضعه الشخصي، معتبرًا أن القضاء بات يُستخدم كسلاح سياسي. وأكد أن نتنياهو كان في الصفوف الأمامية خلال حرب الأيام الـ12 الأخيرة بين إسرائيل وإيران، والتي انتهت مؤخرًا بوقف إطلاق نار شامل توسط فيه ترامب نفسه. وشملت تلك الحرب ضربات عسكرية متبادلة، منها عمليات نوعية استهدفت منشآت نووية في نطنز وأصفهان وفوردو.

الهجوم الذي قادته إسرائيل وأسفر عن مقتل شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني وردّت عليه طهران بقصف مواقع استراتيجية إسرائيلية، كاد أن يشعل مواجهة إقليمية كبرى. وقد أعلنت الولايات المتحدة عن تدخل عسكري مباشر حين قصفت ثلاث منشآت نووية إيرانية بصواريخ خارقة للتحصينات.

وسط هذه الأحداث، تم استدعاء نتنياهو مجددًا إلى المحكمة في قضايا تتعلق بتلقي هدايا فاخرة له ولزوجته، من بينها سيجار وشمبانيا ومجوهرات تزيد قيمتها عن 260 ألف دولار، بالإضافة إلى اتهامات بمحاولة التأثير على تغطية إعلامية لصالحه. نتنياهو ينفي كل الاتهامات، ويؤكد أن القضية سياسية بامتياز.

ترامب في منشوره الطويل أكد أن "الولايات المتحدة كانت منقذة لإسرائيل في أصعب اللحظات، وآن الأوان لإنقاذ بيبي نتنياهو من هذه المهزلة القضائية". وأضاف أن أي شخص في مكان نتنياهو كان سيتعرض لانهيار كامل تحت وطأة الضغوط، لكنه بقي صامدًا ومخلصًا لما سماها "الأرض المقدسة".

الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي يملك صلاحية إصدار عفو، صرّح عبر مصادر إعلامية أن العفو "ليس مطروحًا حاليًا" وأنه لم يتلقَّ طلبًا رسميًا بهذا الشأن حتى الآن. وبينما يتابع الشارع الإسرائيلي تطورات المحاكمة عن كثب، يرى مراقبون أن تصريح ترامب يأتي في توقيت دقيق، ربما بهدف التأثير على الرأي العام أو إعادة رسم المشهد السياسي في المنطقة.

الأيام المقبلة قد تكون حاسمة في مسار نتنياهو السياسي والقانوني، في ظل اشتباك متصاعد بين القضاء والإعلام، وتدخلات دولية من شخصيات بارزة بحجم دونالد ترامب.