عواصف مدمرة تجتاح فرنسا وتخلف ضحايا وأضراراً جسيمة
شهدت فرنسا خلال الأيام الأخيرة فصولًا مأساوية خلفتها موجة من العواصف الرعدية العنيفة التي ضربت البلاد فجأة عقب ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة. وتسببت الأحوال الجوية القاسية في مصرع ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم طفل، وإصابة أكثر من 15 آخرين، اثنان منهم في حالة حرجة.
في مقاطعة تارن إيه جارون بجنوب البلاد، لقي طفل يبلغ من العمر 12 عامًا حتفه إثر سقوط شجرة أثناء محاولته الاحتماء من العاصفة مع أسرته قرب مجرى مائي، بحسب ما نقلته قناة BFMTV. وفي شمال غرب فرنسا، اصطدم سائق دراجة رباعية بشجرة سقطت على الطريق، ما أدى إلى وفاته في الحين.
أما في مدينة روان، فقد لقيت امرأة في الثلاثينيات من عمرها مصرعها بعدما جرفتها المياه وعلقت تحت سيارة، وفق ما أكده مصدر من بلدية المدينة.
رياح عاتية وصواعق تضيء سماء برج إيفل
لم تقتصر الأضرار على الأرواح، بل طالت البنية التحتية والطبيعة على حد سواء. فقد سجلت سرعة الرياح أعلى برج إيفل 112 كم/س، فيما وثّق مصورون لحظة ضرب صاعقة لقمة البرج في مشهد نادر انتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وشهدت العاصمة الفرنسية انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة بلغ 11 درجة مئوية خلال 20 دقيقة فقط، بعد أن تجاوزت حاجز 30 درجة مئوية في معظم أنحاء البلاد. كما غرقت محطات مترو باريس بمياه الأمطار، مما تسبب في تعطيل حركة النقل وخلق حالة من الفوضى.
عاصفة بحجم دولة: 65 مقاطعة في حالة طوارئ
وفقًا لوزير الداخلية جيرالد دارمانان، اجتاحت العواصف 65 مقاطعة فرنسية دفعة واحدة، وهو ما وصفه بأنه "الأول من نوعه منذ عقدين". ونتيجة لهذه الظروف القاسية، انقطعت الكهرباء عن أكثر من 100 ألف منزل، فيما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية حالة إنذار برتقالي في 25 مقاطعة أخرى ما زالت مهددة.
خسائر فادحة في المحاصيل وكروم العنب
ضربت حبات بَرَد ضخمة بلغ قطرها حوالي 3 سنتيمترات مناطق زراعية حساسة مثل أرمانياك وجير، مسببة دمارًا في المحاصيل والكروم. وقال برنارد مالابيراد، رئيس غرفة الزراعة في جير، إن الخسائر طالت "ما بين أربعة إلى خمسة آلاف هكتار من الكروم"، و"عشرات الآلاف من الهكتارات من المحاصيل الأخرى".
الطبيعة تحذر... والمجتمع في حالة تأهب
رغم التطمينات الرسمية بأن حدة العواصف قد تنخفض تدريجيًا، تبقى السلطات الفرنسية في حالة تأهب، فيما يعكف الدفاع المدني على معالجة آثار الكارثة، وسط دعوات من المواطنين لتسريع جهود الإغاثة