دموع بعيوي وتناقضات المالي.. فصول جديدة من مواجهة "إسكوبار الصحراء"

في جلسة ماراثونية حاسمة، تحولت قاعة محكمة الاستئناف بالدار البيضاء الى مسرح لمواجهة مثيرة بين عبد النبي بعيوي، احد المتهمين الرئيسيين في ملف "إسكوبار الصحراء"، والاتهامات المنسوبة اليه من طرف الحاج أحمد بنبراهيم الملقب بـ"المالي".

جلسة اليوم من ملف إسكوبار الصحراء  لم تكن كسابقاتها، فقد شهدت دفاعا شرسا من بعيوي وتفنيدا نقطة بنقطة لروايات غريمه، قبل ان تنتهي بانهياره بالبكاء امام الهيئة.

واجهت المحكمة بعيوي بتصريحات "المالي" التي تؤكد وجود علاقة مسبقة بينهما، حيث زعم الأخير ان بعيوي استقبله في السعيدية سنة 2013 ومنحه فيلا وعرض عليه شراء 17 شقة. بعيوي نفى ذلك جملة وتفصيلا، متحديا المحكمة بالتحقق تقنيا من بيانات هاتف "المالي" لتحديد موقعه آنذاك، واصفا هذه الادعاءات بالكاذبة.

وتركز دفاع بعيوي على تفكيك مصداقية "المالي" عبر ابراز التناقضات الصارخة في أقواله. وأشار الى واقعة حجز 40 طنا من المخدرات سنة 2015، حيث اكد ان "المالي" اعترف في محاضر الضابطة القضائية بالإشراف على العملية، ليعود وينكر علاقته بها امام قاضي التحقيق. كما أبرز تناقضا آخر حين ادعى "المالي" انه كان في السجن سنة 2015، في حين اثبتت التحريات الرسمية انه لم يغادر المغرب الا في ماي 2016.

وفي لحظة درامية، انفجر بعيوي قائلا بنبرة غاضبة: "أنا اليوم في السجن بسبب محاضر متضاربة وأكاذيب". ثم اجهش بالبكاء مضيفا: "بكيت مرتين في حياتي، مرة عندما مات والدي، والمرة الثانية حين سألتني أمي: هل تطعمنا من الحرام؟... نحن لم نترب على المخدرات، وانا اعرف معنى الامومة".

ومع استمرار المواجهة، عرضت المحكمة اتهامات جديدة تتعلق بتهريب شحنات بـ 10 و 15 طنا، زعم "المالي" ان بعيوي والناصيري وبلقاسم نسقوها، وتحدث عن شبكة لتحويل الاموال عبر دراجات نارية الى الجزائر ثم فرنسا. بعيوي فند هذه الاتهامات بدوره، مشككا في الاسماء المذكورة، حيث تبين ان احد الصرافين المزعومين هو في الحقيقة موثق لا علاقة له بتبييض الاموال.

وقدم بعيوي دليلا قويا لدفاعه حين تساءل: "اذا كنت مشرفا على هذه العمليات، لماذا لم يتم العثور على مكالمة هاتفية واحدة تربطني بالمالي منذ سنة 2006؟"، مؤكدا للمحكمة انه يملك نفس رقم الهاتف منذ ذلك التاريخ وقدم عقد اشتراكه كدليل.

في ختام الجلسة، وامام هذه المعطيات المتضاربة، التمست النيابة العامة فتح بحث معمق حول جميع الاسماء والوقائع الجديدة التي وردت في الشهادات، لفك خيوط هذا الملف الذي تزداد تعقيداته مع كل جلسة.