زليخة نصري...مستشارة الملك الصارمة والوجه البارز في النخبة النسوية المغربية

لم تكن شخصيات عادية في التاريخ ، ولا مسارها كان عاديا في ذاكرة المغاربة ، بل حاولت أن تصنع "بروفيلاتها"، على الرغم من العراقيل والصعوبات التي كادت أن تعصف بهم.

ضمن سلسلة برامج رمضان، ارتأت جريدة" بلبريس" ، أن تقدم "ربورتريهات" عن شخصيات عاش معها المغاربة تفاصيل كثيرة جعلتهم يتذكرونها بين كل حدث و حديث.

في حلقة اليوم .... ستتعرفون على واحدة من أبرز النخب النسوية في المغرب، وأول وجه نسائي تكنوقراطي أتي من عالم القانون والأعمال الاجتماعية، ليصمم ويراقب ويستشار عن دواليب السلطة داخل البلاط الملكي.

لم يكن انضمامها إلى مصاف النخبة كامرأة سهلا، لأن الأمر يحتاج إلى توفر شرطين أساسين، وهما أن تكون من النخب النسائية المتعلمة، وتنتمي إلى نخب الحضرية، وهو ما كان متوفرا في امرأة كزليخة نصري.

حصولها على شهادة الإجازة في الحقوق العلوم القانونية بكلية الحقوق بالرباط، ثم حصولها على دبلوم من المدرسة الوطنية للإدارة شعبة المالية والاقتصاد، مكنها من ولوج منصب وظيفي عينت فيه بقسم التأمينات، بوزارة المالية.

هذا الأمر مكنها من المزواجة بين التكوين والوظيفة إلى تحضير دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في التأمينات بمعهد التأمينات بليون جامعة جان مولان بفرنسا، حيث حصلت على دكتوراه دولة في القانون الخاص.

وكان موضوع أطروحتها "قانون التأمينات بالمغرب"، وقد صدرت ضمن منشورات لابورت سنة 1982.

لم يتوقف مسارها المهني هنا، حيث استمر عملها بمديرية التأمينات التي أدارتها منذ 1994، كما مارست التدريس في معاهد عليا مختلفة، وخاصة بكلية الحقوق بالدار البيضاء.

كان عام 1997، هو عام الذي بدأ في نجم زليخة يسطع حيث عينها الملك الحسن كاتبة للدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مكلفة بالتعاون الوطني إلى غاية مارس 1998، وكانت واحدة من أربع نساء في الحكومة، وفي أبريل 1998 عينت مكلفة بمهمة في الديوان الملكي.

كانت المستشارة الراحلة زليخة نصري، التي ولدت في عام 1945 بوجدة، عضوا في عدة جمعيات وطنية ودولية وثقافية وعلمية، وفي هذا الإطار ترأست فرع المغرب بالجمعية الدولية لقانون التأمينات.

في 29 مارس 2000، اختارها الملك محمد السادس مستشارة له، ولتكون بذلك أول امرأة مغربية تتولى هذا المنصب، وهي التي كانت تشكل العمود الفقري الذي يشرف على جميع الأعمال التي كانت تقدمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والتي تأسست سنة 1999، كما عينت سنة 2002 على رأس مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، إلى أن توفيت في 16 دجنبر من عام 2015.