دعت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إلى “تغيير السياسات الفلاحية المنتهجة على امتداد السنوات الماضية من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي والمائي للمغاربة، في ظل التغيرات المناخية العالمية التي تسببت في مفاقمة ظاهرة الجفاف بالبلاد”.
وأوردت منيب، في “البودكاست الأسبوعي” الذي تبثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن “نصف سكان المغرب يقطنون بالبوادي، ما يتطلب ضرورة خلق سياسات عمومية جديدة من شأنها خلق طبقة متوسطة بالعالم القروي، وبالتالي النهوض بأوضاع القرى الجبلية”.
وانتقدت الفاعلة السياسية النهج الحكومي فيما يتعلق بالموسم الفلاحي قائلة إن “الحكومات تعتمد على الأمطار لتحقيق النمو الاقتصادي؛ لكن توالي سنوات الجفاف بات يهدد المحاصيل الفلاحية السنوية، ما يستدعي ضرورة إعداد مخططات استباقية للنهوض بالعالم القروي في ظل هذه الأوضاع”.
ونبهت الأمينة العامة لحزب “الشمعة” إلى “الخطورة التي يطرحها الجفاف على مستوى التزود بالمياه الصالحة للشرب”، مشيرة، في هذا السياق، إلى “مسيرات العطش التي عرفتها مجموعة من مناطق المغرب بسبب أزمة المياه”، لتؤكد أن “سياسة السدود التي كانت ناجعة في مراحل تاريخية باتت تعرف بدورها مشاكل عويصة بسبب تغيرات المناخ”.
وتابعت بأن “الأزمة المناخية العالمية مردها إلى التوجهات الاقتصادية المبنية على الإنتاجية المفرطة واستغلال الثروات الطبيعية؛ ضمنها الماء، الذي يعد بمثابة الثروة الزرقاء”، لافتة إلى أن “85 في المائة من المياه المغربية تستهلكها الفلاحة، علما أن بلدنا لا يتوفر على فلاحة عصرية”.
وواصلت منيب بالقول: “سياسة الريع المعتمدة في المجال الفلاحي فاقمت الأزمة التي يعيشها البلد بسبب الجفاف، حيث يتم تشجيع كبار الفلاحين الذين يمتلكون آلاف الهكتارات من الأراضي، بينما لا يستفيد الفلاح الصغير من الدعم الحكومي بالشكل الكافي”.
“في منطقة سوس مثلا، يلزم على الفلاح حفر آبار بعمق 500 متر من أجل استخراج المياه التي تكون مالحة بسبب زراعة الحوامض”، تردف الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، التي طالبت بـ”تشجيع سياسات جديدة بالعالم القروي في إطار الجهوية المتقدمة”.
واستطردت: “آن الأوان للاهتمام بالمشاكل البيئية، خاصة الجفاف؛ لأن مستقبل البادية أصبح مهددا في ظل الظروف المناخية الحالية”، ثم زادت: “لا ينبغي أن نجعل من البادية مكانا للتجهيل والتفقير فقط، تُعطى له الأولوية خلال فترة الانتخابات، وإنما يجب مساعدة الفلاحين الصغار والشباب لخلق مشاريعهم الخاصة”.