حرب صامتة وشرسة بين لشكر وبنعتيق وابو زيد والشامي ابرز المرشحين لقيادة "الوردة"

يبدو أن قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي تسابق الزمن، من أجل حسم نزال الكتابة الأولى، بعد أقل من شهرين على عقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب.

وعلمت بلبريس من مصادر مطلعة، أن قيادات وازنة أطلقت مشاورات لوضع آخر اللمسات حول الترشيحات، المحتمل الإعلان عنها لخلافة إدريس لشكر، توحي بأن المنافسة للظفر بالكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، ستكون على أشدها بين وجوه بارزة في الاتحاد.

واضافت المصادر نفسها، أن القيادي البارز، والمخضرم، عبد الواحد الراضي، دخل على خط هذه المنافسة، إلى جانب القيادي، رضا الشامي،  رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي، والوزير السابق،  بعد اللقاء، الذي جمعهم بكل من القيادي الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني للاتحاد، والقيادية حسناء أبوزيد، التي باتت من أقوى المرشحين لخلافة لشكر، في حال تم الاتفاق بين هذه القيادات الأربع على دعمها للترشيح لمنصب الكاتب الأول وكذا قطع الطريق امام كل من ادريس لشكر وعبد الكريم بنعتيق.

ورغم صمت كل من القيادية حسناء ابو زيد ورضى الشامي، الا ان هناك توجها قويا، يحث على ضرورة ترشحهما للكتابة الأولى، لكن في حال لم يتم الاتفاق على الذهاب بعيدا في دعم ترشيح حسناء أبوزيد، خصوصا في غياب الفيتو من هذه القيادات على ترشحها إلى حد الآن، سيتم دعم الشامي.

وكشفت نفس المصادر، أن لقاءات سرية ومكثفة جمعت بين الراضي، والمالكي وحسناء أبوزيد، والشامي، كان الغرض منها مناقشة كافة الجوانب، المرتبطة بتحديد التوجهات الكبرى للترشيح في المؤتمر الوطني المقبل.

هذا ، واعلن بحر الاسبوع الجاري عبد الكريم بنعتيق ترشحه لقيادة حزب الوردة، وبذلك يكون بنعتيق الذي شغل منصب وزير مكلف بالمهاجرين المغاربة خلال حكومة سعد الدين العثماني الأولى، أول اسم يتقدم لمنافسة الأمين العام الحالي على تسيير الحزب الذي يعارض حكومة عزيز أخنوش.

وكان القيادي الاشتراكي نفسه قد انشق عن هيئته الحزبية الأم، وأسس “الحزب العمالي”، سنة 2005، لكنه عاد بعد ثماني سنوات إلى “الاتحاد الاشتراكي” معلناً انصهار وليده الجديد فيه.

وسبق له أن تولى، مطلع الألفية الجديدة، حقيبتين وزاريتين ضمن “كتابة الدولة”، الأولى خاصة بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، والثانية بالتجارة الخارجية. وهو يرأس “مركز الوساطة والتحكيم المتخصص في القضايا المالية” وكذا “مكتب الاستشارة والاستثمارات” في مدينة ليون بفرنسا.

وطالب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر في تصريح اعلامي عدم سؤاله عما إذا كان ينوي الترشح لولاية ثالثة، معتبرا هذا السؤال "استفزازا".

كما رفض لشكر حصر لائحة المتنافسين على قيادة الحزب في عبد الكريم بنعتيق ومحمد رضا الشامي وحسناء أبو زيد فقط، معبرا عن ذلك بالقول إن "الوردة ولّادة، وفيها العشرات من الكفاءات الكبيرة".

في سياق متصل، كشف مصدر مطلع عن احتمال دخول البرلمانية السابقة حسناء أبو زيد، هي الأخرى، إلى حلبة المنافسة على قيادة حزب “الاتحاد الاشتراكي”، مشيرا إلى أن لقاء سرياً جمع القيادي البارز الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني، بالشخصية المذكورة المنتمية إلى مدينة كلميم “بوابة الصحراء”، الأسبوع الماضي، في سياق التحضيرات التنظيمية الجارية للمؤتمر المقبل.
وحين ورد اسم حسناء أبو زيد في حوار إذاعي مع إدريس لشكر، بُث منذ أيام، لم يتمالك الأخير نفسه، فبدأ يرغد ويزبد ويتهم صحافيين بـ”المأجورين”، بسبب إثارة موضوع الترشيحات داخل الحزب، للظفر بالكتابة الأولى، خلال المؤتمر المقبل، ومنها إثارة مبادرة تدعم القيادية حسناء أبوزيد لقيادة الحزب خلفاً له.

واعتبر إدريس لشكر، وهو يهاجم الصحافيين اللذين حاوراه، أن كلاً من حسن نجمي وحسناء أبوزيد ليسا عضوين في حزب “الاتحاد الاشتراكي” وأساءا للحزب، وقال: “هل تنوبان عن حسن نجمي، لقد قدم استقالته من المكتب السياسي، عليه أن يعود ويقدم عضويته مرة أخرى للحزب، الحزب مشي معندوش الأبواب”. واستطرد قائلاً: “حتى ولو كان المرء مأجوراً ويتلقى مقابلاً على ما يقول فلا يمكنه أن يتفوه بهذا الكلام ضد الحزب. لا يعقل أن ترددوا نفس الأسماء التي لا صفة لها، وهو تحقير لمن في المراتب الأولى داخل الحزب” كما هدد بالانسحاب من البرنامج بقوله “إذا استمررتم في هذا النهج فسوف انسحب من اللقاء”.

على كل، المؤتمر الاتحادي المقبل  سيعرف مفاجآت،لكنه سيكون محطة حاسمة في تاريخ الحزب ، لذى ستكون المنافسة قوية وشرسة بين ادريس لشكر رجل التنظيم القوي لكن امامه مشكل حقيقي هو ضرورة تغيير قوانين الحزب في المؤتمر ليترشح للمرة الثالثة ، وهو ما يرفضه المالكي والراضي اللذات يريدان الانتقام من لشكر ودعم حسناء ابو زيد هذه الفاعلة التي تتوفر على كل شروط القيادة، لكنها ليس لها امتداد شعبي اتحادي لكن دعم الراضي والمالكي والشامي يمثل قوة لها .

هناك عبد الكريم بنعتيق الاتحادي المتمرد الذي جمد علافاته بحزب الاتحاد الاشتراكي بسبب ادريس لشكر ، وهو ابن الاتحاد لكن فقد اتصاله مع القواغد الشعبية منذ سنوات ، وقد ترشح للكنابة الاولى رسميا ،لكن صقور الحزب منقسمين حوله وينسقون مع حسناء ابو زيد ، هناك الراضي  الاكثر طلبا من طرف قيادات الاتحاد لكن الشامي من التخبة الاتحادية التي ليس لها الامتداد الجماهيري ، والنفس الطويل في التحمل والصبر والمقاومة امام مناروات ودسائس الاتحاديين ، وما وقع للراحل اليوسفي خير دليل.

وعليه، اعتقد ان حظوظ المرشحين ستبقى مرتبطة بدعم صقور الحزب لهذا المرشح او ذاك.