مدريد تتفادى التعليق على الأزمة الجزائرية المغربية ودبلوماسي: نجمع المعطيات

في ظل تزايد التصعيد الجزائري تجاه المغرب، باتخاذ خطوات أكثر عدائية، وتبني لهجة تهديد مباشر للأمن في المنطقة، تنأى الجارة الشمالية الجزائر بنفسها عن التدخل في الأزمة.

وقالت مصادر دبلوماسية إسبانية لوكالة “أوروبا بريس”، تعليقا على التطورات المتسارعة في الأزمة الجزائرية المغربية، إن إسبانيا لا تزال “تجمع  المعطيات حول ما جرى قبل إصدار أي تعليق في هذا الشأن”.

والمصادر الدبلوماسية الإسبانية ذاتها، التي تحدثت للوكالة الأوروبية، تشبثت برفض الإدلاء بأي توضيح للمساعي الإسبانية للتخفيف من التوتر في المنطقة المغاربية، عبر خوض وساطة أوروبية، بينما تشبث وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسيه ألباريس، قبل أيام، بكون بلاده ليست لها أية مسؤولية إدارية في الصحراء المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي، رافضا محاولات إقحام بلاده في النزاع الإقليمي المفتعل من طرف الجبهة الانفصالية.

ومن جانبها، تتخذ الجارة الجنوبية موريتانيا موقفا مماثلا، بالالتزام بالابتعاد عن التوتر، الذي تعرفه المنطقة، والتشبث بعدم جرها للأزمة، حيث أصدر الجيش الموريتاني، قبل يومين، ردا رسميا على ادعاءات، روجت لها وسائل إعلام انفصالية، تدعي حدوث هجوم على الشاحنات الجزائرية داخل التراب الموريتاني.

ونفى الجيش الموريتاني خبر وقوع أي هجوم داخل ترابه الوطني، مبددا بذلك ما روجت له وسائل إعلام انفصالية.

ودعا الجيش الموريتاني، في بيان، صادر عن مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقيادة الأركان العامة للجيوش “الجميع لتوخي الدقة في المعلومات، والحذر في التعامل مع المصادر الإخبارية المشبوهة”.

وتأججت الأزمة بين البلدين، ببيان للرئاسة الجزائرية، أصدرته، أمس الأربعاء، أفاد أن الحادث وقع في الفاتح من نونبر 2021 حين “تعرض ثلاثة رعايا جزائريين” للقتل في قصف لشاحناتهم أثناء تنقلهم بين نواكشوط، وورقلة “في إطار حركة مبادلات تجارية عادية بين شعوب المنطقة”.

وأشار البيان إلى أن السلطات الجزائرية “اتخذت على الفور التدابير اللازمة للتحقيق في الحادث، وأن عدة عناصر تشير إلى “ضلوع القوات المغربية” بالصحراء في الحادث بواسطة “سلاح متطور”.

ومن جانبه، نفى مصدر مغربي رفيع المستوى شن القوات المسلحة الملكية المغربية غارة على أهداف مدنية، أو عسكرية في الأراضي الموريتانية، أو الجزائرية، وذلك في أول رد على اتهام الجزائر المملكة المغربية باغتيال ثلاثة رعايا جزائريين في قصف لشاحناتهم.

كما شدد المصدر ذاته على أن القصف الجوي المغربي لشاحنات جزائرية في طريقها إلى موريتانيا “قضية مفتعلة، وسبق للسلطات الموريتانية نفيها”.

ويأتي موقف الرئاسة الجزائرية بعد سلسلة من المواقف المتشنجة، التي اتخذتها السلطات الجزائرية، أخيرا، ضد المغرب في محاولة للتغطية على الأزمة الداخلية، التي اندلعت منذ اندلاع الحراك الجزائري، بدأت من إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب مرورا بمنع الطائرات المدنية المغربية من العبور عبر التراب الجزائري، ثم قطع أنبوب الغاز الذي كان يضخ الغاز الجزائري إلى أوربا عبر التراب المغربي.