محللون... يقاربون قرار مجلس الامن الخاص بالصحراء المغربية

صادق مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، على قرار جديد حول الصحراء المغربية يمدد عمل بعثة “المينورسو” لمدة عام، أي إلى غاية 31 أكتوبر 2022.
القرار الأممي الجديد نال ثقة 13 دولة، فيما امتنعت روسيا وتونس عن التصويت.

وجدد مجلس الأمن الدولي عمل بعثة “المينورسو” في الصحراء المغربية لسنة كاملة، معلنا دعم المبعوث الجديد الأممي ستافان دي ميستورا ،وإطلاق عملية سياسية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الصادرة منذ سنة 2007 إلى الآن.

 

بوريطة : المفاوضات هي الآلية الوحيدة لحل قضية الصحراء

قال وزير الخارجية ، ناصر بوريطة، إن مجلس الأمن الدولي أكد أن طاولة المفاوضات هي الآلية الوحيدة لحل قضية الصحراء. وتحدث بوريطة، في مؤتمر صحفي، بعدما قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة، تمديد ولاية بعثة "المينورسو" لمدة عام.

وجاء في نص القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة أن مجلس الأمن "قرر تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2022".

وأكد وزير الخارجية ، التزام المملكة بوقف إطلاق النار في الصحراء، قائلا إن هناك ميليشيات حاولت عرقلة حركة السير في منطقة الكركرات بالصحراء المغربية.

 

عمر هلال : يتعين على الجزائر تحمل مسؤوليتها في الموائد المستديرة

أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال بنيويورك، أنه بدون الجزائر، "الطرف المعني" في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، " لا يمكن أن تكون هناك عملية سياسية ".

وشدد هلال، على أنه " بالنسبة للجميع ولمجلس الأمن الدولي ، تلعب الجزائر دورا " في هذا النزاع الإقليمي، "وأنها مسؤولة وطرفا معنيا"، معتبرا أنه "في غياب الجزائر ، لا يمكن ببساطة أن تكون هناك عملية سياسية ".

وكان هلال يرد على سؤال حول القرار الجزائري بعدم المشاركة في الموائد المستديرة وأثر هذه المقاطعة على العملية السياسية ، وذلك خلال ندوة صحفية عقدت عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار 2602 الذي يمدد ولاية (المينورسو) حتى 31 أكتوبر 2022.

وأشار الدبلوماسي المغربي أيضا إلى أن الجزائر، التي اتخذت قرارا " لا أحد يفهمه " ، "عليها فقط أن تقول ذلك" للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، ستافان دي ميستورا ، وكذلك لمجلس الأمن "، مبرزا، في هذا الصدد ، أنه "يتعين على الجزائر أن تتحمل مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي لأن هذا سيشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن ".

وذكر هلال ، في هذا الاطار، بحقائق التاريخ " العصية " ، ولا سيما الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية الجزائرية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تدعو بشدة الى استئناف العملية السياسية. كما أنه قدم نفس الطلب إلى رؤساء الدول الافريقية.

وسجل السفير أن وزير الشؤون الخارجية الجزائري وجه، من جهته، رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول الموضوع ذاته ، مع تصريحات وتغريدات عدة تدعو إلى استئناف العملية السياسية، مضيفا أنه حتى الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة "لم يتوقف عن ممارسة الضغط على أعضاء مجلس الأمن وعلى الأمانة العامة لتعيين مبعوث شخصي " من أجل استئناف هذه العملية.

وأوضح هلال " أن الجزائر قامت بتعبئة الجميع للمطالبة ، وفي بعض الأحيان بعبارات ناقدة في حق الأمانة العامة والأمين العام للأمم المتحدة ، باستئناف العملية السياسية ".

وقال السفير "بينما هناك تعيين والجميع ينتظر استئناف العملية السياسية ، فإن الجزائر تتنصل من " مسؤوليتها ، مذكرا بأن الجزائر حاولت القيام بـ"ابتزازا أخير" وذلك من خلال بعث رسالة الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن " تعلن فيها انسحابها من العملية (السياسية) من أجل الضغط على أعضاء مجلس الأمن ".

 

منار اسليمي:تونس اختارت الطريق الخطأ

في هذا السياق قال عبد الرحيم منار اسليمي،استاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس ومحلل سياسي: إذا كان من تعليق على قرار مجلس الأمن رقم 2602، فهو أنه إذا كان لعمامرة في بيانه ل 24 غشت عاد الى سنة 1963 ،فإن مجلس الأمن عاد بالجزائر الى سنة 1962 ليقول للكابرانات أن البوليساريو مات، وعليكم أن تتركوا الجزائريين ليقوموا ببناء دولة مدنية بعيدا عن الدولة العسكرية لبومدين وابنها من القدافي المسمى بالبوليساريو"

واردف اسليمي:"لم يسبق لدولة عربية كانت لها التمثيلية الدورية بمجلس الأمن، واتخذت موقفا مشابها لما أقدمت عليه تونس في ملف الصحراء المغربية ، دولة تونس اختارت الطريق الخطأ ،الكابرانات " طريقهم كحلة" راقبوا الوضع وسنرى ".

مصطفى سلمى:خصوم المغرب في حرج شديد بعد قرار مجلس الأمن

اعتبر مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، أن معركة مجلس الأمن، بين الجزائر والمغرب لم تكن تدور حول التمديد لبعثة المينورسو من عدمه، بل كانت حول الكركرات.

وقال، إن “المغرب انتصر مرة أخرى في معركة الكركرات، كما كان متوقعا منذ آخر قبوله لمبعوث جديد، وتأكيده تمسكه بالعملية السياسية، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، حتى اكتمل صعود خصومه قمة جبل التصعيد”.

وتابع، عبر تدوينة له، على “فايسبوك”: ” أنه بأيام قليلة قبل بدء مناقشات ملف نزاع الصحراء على مستوى مجلس الأمن، ولم يترك المغرب فسحة لنقاش غير أن تعود العملية السياسية من جديد مهما كانت الوقائع على الأرض”.

هذا الوضع، بحسب مصطفى سلمى “وضع خصوم المغرب في حرج شديد، إذا رفضوا العودة للعملية السياسية سيجعلهم في تعارض وتضاد مع وجهة النظر الغالبة على مستوى المجتمع الدولي، خاصة وأنهم أصحاب المصلحة الأكبر في التوصل إلى تسوية”.

كما أن “قبولهم العودة إلى العملية السياسية دون تراجع المغرب عن خطوته، التي قام بها في الكركرات، أو الإشارة إليها في قرار مجلس الأمن على أنها خرق للاتفاق العسكري رقم واحد، تفرض عليهم اعتبار الوضع الجديد في الكركرات

أمر واقع عليهم التعايش، والتطبيع معه، ولن يطرح مجددا كعقبة في وجه التسوية السياسية”.

وأكد القيادي السابق في جبهة البوليساريو أن “المغرب حصن مكسبه في الكركرات ثم عاد إلى مناقشة العملية السياسية، حسب قواعده كما جرت العادة، وقد أصبح ميدانيا في أريحية تامة من الابتزاز”.

بنطلحة الدكالي:موقف روسيا غير مفاجئ

 

وقال محمد بنطلحة الدكالي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض في تصريح لبلبريس:" ان الموقف الروسي ليس مفاجئا حيث ان روسيا اختارت الامتناع عن التصويت على عدد من القرارات المتعلقة بملف الصحراء المغربية التي اعتمدها مجلس الامن الدولي خلال السنوات الاخيرة وهي القرارات2414 سنة 2018 وكذلك القرار 2440سنة 2018 والقرار 2468سنة 2019 والقرار2494 سنة 2019والقرار 2540سنة 2020، وهو ما تسميه روسيا بالافتقاد الى التوازن، او ما تعلله سببا في امتناعها عن التصويت بالافتقاد الى التوازن خاصة وان صاحب القلم هو الولايات المتحدة الامريكية. كما ان هذا الاختيار الروسي هو من اجل تسوية خاطر حليفها الجزائر خاصة وان هذه الاخيرة تعتبر زبونا اساسيا في شراء السلاح الروسي"

ميلود بلقاضي: قرار مجلس الامن انتصار ديبلوماسي للمغرب

وقال الدكتور ميلود بلقاضي، رئيس المرصد المغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية ":،بعيدا عن المقاربات العاطفية اعتبر ان القرار رقم 2602 المتعلق بالصحراء المغربية هو نتيجة متتظرة لدبلوماسية اصبحت اكثر هجوما.

لذى يمكن ان توصف بالانتصار الديبلوماسي للمغرب في ظل الامكانيات المادية والسياسية واللوجيستيكية التي وفرتها الجزائر لبعض القوى للوقوف ضد مشروع القرار الذي قدمته الادارة الامريكية والتي حافظت فيه على نفس مهام البعثة الاممية للسنة الماضية."

واضاف بلقاضي:"الجزائر راهنت على روسيا وكينيا لادخال تعديلات على مهام البعثة الاميمة في الصحراءن لكن مواقف القوى الكبرى خصوصا فرنسا وامريكا والصين اجهزت على كل الخطط الخبيثة للجزائر، و على كل القرار تم التصويت عليه واهم ما جاء فيه هو تنصيص القرار على الجزائر كطرف اساسي وهذا مكسب سياسي كبير، على المغرب ان يشتغل عليه وان يطالب بعقد مائدة مستديرة بين كل اللاطراف بخضور الجزائر في اقرب الآجال لاحراجها خصوصا وانها عبرت عن رفضها للحضور في اي مائدة مستديرة ان لم يتم توسيع بعثة الامم المتحدة ووافقتها على ذلك روسيا التي تقف مع الجزائر ليسا حبا فيها او  اقتناعا بمواقفها، لكن استغلالها كألية للضغط على الولايات الامريكية المتحدة المتحكمة في ملف الصحراء المغربية"

وتابع بلقاضي:"المغرب انتصر الجزائر هزمت، لكن هذا الانتصار يجب يتبع بخطط استراتيجية اساسها اعلام قوي ومؤسساتي مهني، و ديبلوماسية اكثر هجوما واكثر يقظة، و انفتاح على شركاء جدد على اساس جعل الاقتصاد في خدمة السياسة والاستعداد لكل السيناريوهات مع نظام سياسي فاشل ذاهب للهاوية ويريد ان يجر المنطقة كلها الى نفس الاتجاه"