محمد جعفر
لا يختلف اثنان على أن الجميع تعاطف مع اللاعب حمد الله بالرغم من الطريقة التي ترك بها معسكر المنتخب، كما أن الكل أصبح يعلم مدى توغل الزبونية وما يصطلح عليه بالنقابة داخل المنتخب، لكننا لسنا متفقين تماما مع السلوكات التي يقوم بها اللاعب حاليا، وهي سلوكات تنم عن شيء ما في شخصية اللاعب ، خرجات اللاعب الأخيرة وإن كانت صامتة بدون تصريح لكنها ذات دلالات قوية ومؤشر حرب باردة بينه وبين كل المسؤولين الرياضيين.
كان بإمكانك يا حمد الله كان عدم الدخول في حرب مع مسؤولي الكرة في البلد الذي نشأت فيه وتنتمي إليه، كان من الممكن التواري عن الأنظار والاستفادة من هذا الاستعطاف الجماهيري الكبير لصالحه، وهو الذي ضغط ونادى مرات عديدة لالتحاقك بالأسود. كما قامت جميع الفئات العمرية للمواطنين بالمساندة الغير مشروطة عند رحيلك، لكن ما يحصل الآن وما يقوم به حمد الله له انعكاسات سلبية عميقة على العديد من الأصعدة، أولها التأثير السلبي على منتخب مقبل بعد أيام على خوض تظاهرة كبيرة من حجم أمم إفريقيا، ويتوسم فيه العديد من المتتبعين الفوز والمصالحة مع لقب غاب لقرابة عقدين من الزمن، ثانيا تبيان شرخ كبير يوجد في المجموعة وتوليد فقدان الثقة لدى فئة كبيرة من الجماهير المغربية قبل انطلاق الكان، كما لو أنه لأول مرة سيشارك منتخب ما في تظاهرة رسمية وهو منقوص العدد قبل بداية منافستها الرسمية.
نعم نتفق إن لم تكن مرتاحا وسط محيط أحسست فيه بالعزلة وعدم الإنسجام، نتيجة التحالفات التي أصبح عليها المنتخب، وهذا شيء يعلمه الداني والقاصي، لكن ماذا كنت ستخسر يا ابن أسفي الحبيب، إن عدت وأجريت الفحص الطبي ولو لم تكن مصابا وترمي الكرة في معترك الجامعة، وكذلك من الجانب الإنساني إتاحة الفرصة لزميلك في المنتخب والممثل الوحيد للاعبي البطولة الوطنية عبد الكريم باعدي لتمكينه من المشاركة لأول مرة في تظاهرة إفريقية ، نعم لا أحد يشك في قدرتك وموهبتك التي أبهرت الجميع وفي ثلاث قارات، لكن الموهبة وحدها لا تكفي في زمن يفرض على اللاعب الكبير أن يكون محترفا في كل شيء، ليست الموهبة وحدها كمالا، لكن الاحتراف الحقيقي أن تتعلم كيف توازي بين الموهبة والمعاملة والتسيير اليومي لتبصم على مثال اللاعب المهاري المحترف.