بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. كيف ينعكس ارتفاع سوق النفط دوليا على المواطن المغربي ؟

سجلت أسعار النفط اليوم الثلاثاء ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق العالمية بنسبة تقارب 2 في المائة، حيث زادت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.17 دولار، لتبلغ 74.4 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 73.11 دولار للبرميل.

هذا الارتفاع يأتي بعد تراجع سابق خلال تعاملات يوم الاثنين، مما يعكس تقلبات السوق الدولية التي تتأثر بعوامل العرض والطلب والظروف الجيوسياسية.

في المغرب، ترتبط أسعار المحروقات بشكل مباشر بتطورات الأسواق العالمية، حيث يتم تعديل الأسعار صعوداً كلما ارتفعت القيم في البورصات الدولية، وذلك في إطار آلية تحددها السلطات المعنية. لكن الملاحظ أن هذه الآلية لا تعمل بنفس المرونة عند انخفاض الأسعار العالمية، إذ غالباً ما تتأخر الأسعار المحلية عن مواكبة الهبوط، أو لا تنخفض بنفس النسبة، أو فقط بسنتيمات قليلة.

هذا التفاوت يعود إلى عدة عوامل، منها هيكلة السوق المحلية التي تخضع لضرائب ورسوم ثابتة تشكل جزءاً كبيراً من السعر النهائي للمستهلك، مما يحد من تأثير انخفاض الأسعار الدولية.

كما أن عدم الشفافية في آلية التعديل وغياب المنافسة الحقيقية بين الفاعلين في القطاع يسهمان في استمرار ارتفاع الأعباء على المواطنين، حتى في فترات تراجع الأسعار العالمية.

لذلك، يبقى المستهلك المغربي رهيناً لتقلبات السوق الدولية عندما ترتفع الأسعار، لكنه نادراً ما يجني ثمار انخفاضها، مما يطرح تساؤلات حول مدى عدالة آلية التسعير المعمول بها، والحاجة إلى مراجعة شاملة لسياسة تسعير المحروقات لضمان توازن أكبر بين مصالح المستوردين والمستهلكين.