أكد محمد بنعليلو، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة ومحاربة الرشوة والوقاية منها، أن الفساد يُشكل تهديدًا حقيقياً لحقوق الأجيال القادمة، ما يستدعي تعزيز الثقة بين مختلف مؤسسات الدولة للتصدي لمظاهر تراجع الثقة المجتمعية في كل ما هو رسمي. وقال: "باركا من اللاثقة، فقد أصبح من الضروري الانتباه إلى التراجع الخطير في منسوب الثقة تجاه الحكومة والبرلمان ومؤسسات أخرى".
وفي أول حضور له أمام البرلمان منذ تعيينه على رأس الهيئة، شدد بنعليلو، خلال لقاء دراسي نظمته لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، على ضرورة تجاوز منطق الغيرة المؤسساتية في قضايا معينة، والتفكير بمنطق موحد يُراعي استدامة البلاد، معتبرا أن "المصالح الآنية زائلة، لكن هدف الاستدامة يظل قائماً ومشتركاً".
ودعا رئيس الهيئة إلى ترسيخ الثقة في العمل السياسي والمؤسساتي، وبناء جسور تعاون فعّال من أجل خدمة المصلحة الوطنية، مبرزاً أن "السطحية في تناول النقاشات القانونية تُضلل الرأي العام وتؤدي إلى نتائج عكسية". وأضاف: "لسنا بصدد مصادرة الآراء، لكن عندما يتعلق الأمر بصياغة النصوص التشريعية، ينبغي أن يكون النقاش عميقاً ومحاطاً بكل أبعاده".
وفي سياق مناقشة رأي الهيئة بخصوص مشروع قانون المسطرة الجنائية المعروض على البرلمان، أوضح بنعليلو أن "ليس كل من يتحدث عن التشريع يمتلك الاحترافية المطلوبة وبُعد النظر الضروري"، معتبراً أن المشروع ليس بالسوء الذي يُصوَّر، "ففيه ما هو مفيد وما هو قابل للنقد، كما أن مجال الفساد نفسه يُغري بالنقاش ويستدعي الحذر في التناول".