مشروع الطاقة المتجددة بين المغرب وبريطانيا مهدد بالتأجيل بسبب البيروقراطية البريطانية

كشف السير ديف لويس، رئيس مجلس إدارة شركة "إكس لينكس" البريطانية، عن مخاوف جدية بشأن مستقبل مشروع ضخم يربط المغرب بالمملكة المتحدة عبر كابلات بحرية لنقل الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية والرياح، محذرًا من أن التعقيدات الإدارية والتأخير المستمر في الإجراءات الحكومية قد تتسبب في نقل المشروع إلى دولة أخرى.

وفي حوار مع صحيفة "ذي تيليغراف"، أوضح لويس أن المشروع، الذي تصل قيمته إلى 25 مليار جنيه إسترليني، يواجه خطر التعطيل رغم مرور أكثر من أربع سنوات من التخطيط، قائلاً: "لقد أنجزنا كل ما طُلب منا، لكن البيروقراطية تُبطئ التنفيذ، والمستثمرون بدأوا يشعرون بالقلق".

ويهدف المشروع إلى تزويد حوالي 9 ملايين منزل في بريطانيا بالطاقة المتجددة، عبر ربط مدينة طانطان جنوب المغرب بشبكة الكهرباء البريطانية، ما من شأنه أن يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل كلفة الطاقة على المستهلكين.

وأشار لويس إلى أن الكابلات البحرية ستمتد في عمق البحر ضمن المياه الإقليمية البريطانية، مما يقلل بشكل كبير من مخاطر التخريب أو الأضرار الناجمة عن حركة السفن، مؤكدًا أن أي محاولة للمساس بالبنية التحتية للمشروع ستُعتبر "عملًا عدائيًا".

كما شدد على أن المشروع لا يقتصر فقط على إنتاج الطاقة، بل يشمل أيضًا خلق فرص شغل في كل من المغرب والمملكة المتحدة، خاصة مع إنشاء مصنع لإنتاج الكابلات البحرية في إسكتلندا، وهو ما يعزز من القيمة المضافة المحلية للمشروع.

ورغم تصنيف المشروع كـ"ذي أهمية وطنية" منذ أكثر من 18 شهرًا، فإن الحكومة البريطانية لم تمنحه بعد الموافقة النهائية، حسب لويس، الذي لفت إلى أن الشركة تنتظر توقيع عقد طويل الأمد لبيع الكهرباء بسعر ثابت، أقل من تكلفة مصادر أخرى كالطاقة النووية والمد والجزر.

وأضاف أن التردد الحكومي يضع صورة بريطانيا في السوق الدولية موضع تساؤل، حيث بدأ بعض المستثمرين في التفكير بالبحث عن فرص بديلة في دول أكثر مرونة، في ظل المنافسة العالمية المتزايدة في مجال الطاقة المتجددة.

وختم السير ديف لويس حديثه بالتأكيد على أن المغرب يظل "الشريك المثالي" لهذا المشروع بفضل مناخه الملائم لتوليد الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن المشروع سيوفر حوالي 10 آلاف فرصة عمل داخل المملكة، ما يعزز من موقعها كمصدر مهم للطاقة النظيفة على المستوى الدولي.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.