بركة أنهى حالة الجمود بالحزب وأغلق الباب أمام الانتهازيين..وأعطى للحزب نفسا تنظيميا جديدا
بدأت قوة تيار القطب الصحراوي حمدي ولد الرشيد تضعف، أمام قرارات نزار بركة الصارمة على المستوى التنظيمي، إذ أحكم قبضته على مفاتيح «الميزان»، ولم يترك أي نافذة مفتوحة قد يتسرب منها البرد. ولم يكتف بركة، الباحث عن قيادة رئاسة حكومة المونديال، بالتحكم في مفاتيح الحزب تنظيميا، بل بشر العديد من الاستقلاليين بتولي مناصب مسؤوليات في قطاعات مختلفة، وفق شروط الاستحقاق والكفاءة والتدرج التنظيمي.
ودفع هذا الوعد، العديد من الأسماء الاستقلالية لمغادرة تيار الصحراء، وتعزيز وتقوية مؤسسة الأمين العام، الذي نجح في إعادة حكماء الحزب إلى الواجهة من خلال إشرافهم على لجنة الأخلاقيات.
وبات على الأعضاء المنتخبين، أو المسندة إليهم المسؤولية، التقيد بمبادئ الشفافية والوضوح والالتزام بتوجيهات الحزب واختياراته، وتعليمات الأمين العام، في ما يتعلق بإبرام التحالفات السياسية بهدف تشكيل المجالس المنتخبة، واحترام مواقف الحزب السياسية وتوجيهاته وقراراته التنظيمية، والانضباط لقرارات وتوجيهات الحزب في ما يتعلق بالتصويت داخل المجالس المنتخبة، وكل خروج عن هذا التوجه يعرض صاحبه للمساطر الحزبية والقانونية المعمول بها.
كما يجب التقيد بمبادئ النزاهة والشفافية في تدبير الشأن العام، وبخدمة الصالح العام والابتعاد عن كل الشبهات، أو الأعمال التي يمكن أن تضر بصورة الحزب وبسمعته. ويتعين على رؤساء الجماعات الترابية والبرلمانيين الاستقلاليين، عقد اجتماعات دورية داخل مقرات الحزب لتقديم حصيلة عملهم، والتشاور والتداول مع مسؤولي وأعضاء الحزب، وفق ما تنص عليه أنظمة الحزب، كما يتعين على جميع منتخبي الحزب الإنصات لصوت المواطن ولنبض الشارع والترافع عن قضايا المواطنين، والتواصل المستمر معهم. وأنهى حزب الاستقلال، حالة « البلوكاج « التي اعقبت مؤتمره الوطني، الذي هزم فيه تيار ولد الرشيد. ورغم كل الترتيبات التنظيمية التي نجح في وضعها الأمين العام، فإن حالة الهدوء التي يعيشها حزب الاستقلال بعد مؤتمره الوطني، لا تعني سوى الهدوء الذي قد يسبق العاصفة في أي لحظة، إذ يتردد في صفوف الاستقلاليات والاستقلاليين، أن نزار بركة الذي أعيد انتخابه بالإجماع لولاية ثانية على رأس الحزب العتيد، لربما يسيئ إلى ذلك الإجماع بعد تأخر غير مفهوم في اختيار ما تبقى من أعضاء اللجنة التنفيذية.
وكشفت أجواء المؤتمر وما قبلها، أن الأطراف الرئيسية في حزب الاستقلال نجحت في الوصول إلى صيغة توافقية للخروج بالحزب من منطق المواجهة الصفرية التي يحصل بموجبها الفائز على كل شيء، إلى منطق الشراكة والتعاون والتمثيلية النسبية للتيارات الرئيسية داخل الحزب.
ويقول مطلعون على الشأن الداخلي للاستقلال بأن جميع الأطراف داخل حزب علال الفاسي ، مقتنعة بأن حرب الاستنزاف التي خاضها الكبار في الحزب، لن يخرج منها «الميزان» خاسرا، وأن كسب رهانات 2026 بما فيها تقديم الحزب هيأة قادرة على الجمع بين الحضور السياسي والاجتماعي والانتخابي وبين الحضور التقنوقراطي من خلال تنوع طبيعة النخب التي يتشكل منها وتنوع معاقله الانتخابية، يتوقف على إعطاء صورة الحزب الموحد الذي يستثمر في أبنائه ويعرف كيف يميز في إطار سلم للأولويات بين التناقضات الرئيسية والتناقضات الفرعية، وأساسا يعرف كيف أن التحديات والطموحات الكبيرة التي تعلن عنها بلادنا، بحاجة إلى مشهد حزبي جديد يعلن القطيعة مع ترسبات الماضي.
عن يومية الصباح
بتصرف